داعية تونسي يهاجم الفتاوى التي تحرم اختلاط البنين والبنات في المدارس
قال الدكتور بدرى المداني، الداعية الإسلامى التونسي، وشيخ الطريقة البدرية المدانية ، إنه حين نعود إلى العصور الأولى للفقه الإسلامي نجده طافحا بالمسائل والاجتهادات التعبديّة والسلوكية الخاصة بالرجل والمرأة على حدّ السواء مع تخصيص بعض الأبواب المعنونة "بفقه النساء" بحكم الطبيعة الفسيولوجية للمرأة في حالات العادة الشهرية أو الحمل أو الرضاعة أو غيرها ممّا تختلف فيه "فطرة" عن الرجل.
وتابع شيخ الطريقة البدرية المدانية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليس من قبيل التمييز وإن لم نقل التحقير الذي أضحى سمة بارزة في فكر المتشددين وخطابهم تجاه المرأة فقد أصبغ الدين بعادات نجد وتقاليدها، مما جعله أكثر تشددًا من غيره في هذه القضية، ليكمل من جاء بعده مشوار التشدد تجاه المرأة ممن آمنوا بحرفية النصّ و رفعوا من شأن المرويات التي تؤسس لدونية المرأة، مثل المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، ناقصات عقل ودين، يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار، ما أفلح قوم ولوا شئونهم امرأة،.. إلى آخره.
وأضاف، هذه المرويات التي تتعارض بشكل صارخ مع "القرآن" الذي كرّم في آياته المرأة ورفع من شأنها، فقد حول الخطاب المتشدد "القرآن" من نص أساسي ومحوري يدور حوله الفقه والأحكام إلى نص ثانوي واستبدلوا به تلك المرويات ظنيّة الثبوت، والتي تساعدهم على التوظيف الايديولوجي والسياسي في صراعهم مع المختلفين معهم،وتساقطت فتاوى كثيرة تصل حدّ التقزّز لما احتوته من أفكار تجعل من المرأة جسدا جنسيا، لا حقّ لها في أبسط الأمور انحصر دورها في "قرن في بيوتكن" وفي كونها "ماكينة جنس وإنجاب" وأرضخن لسطوة الرجل وشهواته.
- رده على فتاوى تحريم اختلاط البنين والبنات في المدارس
واستطرد " المداني"، ومن تلك الفتاوى الشاذة والغريبة تحريم اختلاط البنين والبنات في المدارس والدعوة للتنقّب والتحجّب مع التأكيد على ستر شعرها، باعتباره مبعث الفتنة وتصنيف صوتها في خانة العورات ومنعها من قيادة السيارة والتنقّل والسفر دون محرم، فإجمال هذه الفتاوى مقصدها حسب أصحاب الفكر الضيّق حبس المرأة داخل بيتها أو داخل حجابها فلا يجوز لها الظهور ولا المناقشة ولا الاختلاط ولا التعامل الا مع زوجها الذي يدوسها بقدميه وكأنّها بضاعة تهان وتباع وتشترى لكونها ناقصة عقل ودين وأنه لا يجوز مشورتها ولا الأخذ برأيها في أمر من الأمور.
وأوضح أن كل هذا وغيره الكثير من فتاوى ورؤى وخطابات ورسائل أقلّ ما توصف به أنها دعوة للحرب على المرأة والعداء لها وكأنّ هذه المرأة لم تكن سندا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلقى الوحي لأول مرة فهرع للسيدة خديجة – ولم تكن راوية حديث ولا منفقة مالها من أجل الدعوة ولا معلمة للأجيال ولا مرافقة في الهجرة ولا طبيبة الجرحى مجاهدة ولا الزوجة الوفية ولا غير ذلك من نماذج العلو والبطولة في تاريخنا الإسلامي القديم وحاضرنا الراهن وهي ترتقي في مدارج المعارف والحريّات والوظائف العليا من القضاء إلى المناصب السياسية إلى الطبّ إلى ريادة الفضاء، تلك هي الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة المشبعة بقيم الإنسانية الراقية المبثوثة في ثنايا ديننا الجميل.