خبير اقتصادي: أسعار الغاز قد تزيد للضعف في الشتاء
في ظل ارتفاع قياسي لأسعار الغاز الطبيعي على مستوى العالم، تقول الدكتورة وفاء علي، خبير الاقتصاد، إن أوروبا تعيش الآن واحداً من أسوء كوابيسها، فلم تكد تتنفس الصعداء من نفق كورونا حتى فاجأتها عاصفة الحرب الروسية الأوكرانية التى ألقت بظلالها على أهم الملفات الاقتصادية العالمية، ألا وهو ملف الطاقة.
وتابعت "علي" في تصريحات لـ"الدستور"، أن الأسعار قد تزيد للضعف مع قدوم فصل الشتاء، وذلك في ظل تقليص الإمدادات الروسية بسبب العقوبات التي دخلت مرحلتها السابعة فارتدت العقوبات على أصحابها والعالم كله معها في أسوء أزمات الطاقة، فالجميع يريد التخزين احتياجاته لفصل الشتاء.
واستطردت أستاذ الاقتصاد، أن ملف الطاقة وأسعارها وتأمين الإمدادات وضمان الاستدامة سواء النفط أو الغاز يعتبر من أهم الملفات في الوقت الحالي للدول الأوربية لمعاناتها الشديدة في ظل ارتفاع معدلات التضخم، وبما أن العبء الأكبر يقع على كاهل المواطن الأوروبي المهدد بفواتير باهظة للطاقة، فلقد قفزت أسعار الغاز الطبيعي لـ ٢٥٠٠ دولار لكل ألف متر مكعب.
أسباب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي
قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس العامة للبترول الأسبق، في تصريحات سابقة، إن الأسباب الرئيسية لزيادة أسعار الغاز الطبيعي العالمية، وهي لجوء معظم دول أوروبا الكبرى للتخزين، تمهيدا لقرب الشتاء القادم، وبالتالي ارتفع الطلب على شراء شحنات الغاز المسال ممن لديه إمكانية تصديره في الوقت الحالي.
وتابع «يوسف» أسعار الغاز الطبيعي لن تهبط إلا بعد التأكد من وصول حجم المخزون إلى مستويات مطمئنة، وهو الحال الذي تسعى إليه دول أوروبا لتحقيقه في أسرع وقت ممكن، وتابع أنه لم تحدث زيادة سعرية علي مستوى آسيا، حيث استمرت أسعار الغاز في كوريا في معدلاتها الحالية في إطار 44 دولارا لكل ألف قدم3، بينما تحركت أسعار مؤشر TTF الهولندي بنسبة بلغت 5% فقط لتصل لنحو 62 دولارا.
سعر الغاز الطبيعي بلغ نحو 60 دولاراً
فيما تقول تقارير عالمية، أن سعر الغاز الطبيعي بلغ نحو 60 دولارا في أوروبا، بينما وصل في آسيا لـ50 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في ظل عدم ظهور أي مؤشرات على تراجع أسعاره، وسط أزمة طاقة عالمية.
ومع استمرار روسيا بخنق التدفقات، أصبح الغاز الطبيعي الأكثر طلباً في أسواق السلع الرئيسية، ويتوقع عدد كبير من خبراء الطاقة في العالم تدهور الأوضاع أكثر مع اقتراب فصل الشتاء، ما دفع عدد من الحكومات للسماح بزيادة استخدام زيت الوقود والفحم في محطات الكهرباء، حسب تصريحات ستيف سوير، مدير التكرير في شركة استشارات الطاقة "إف جي إي".