كيف رقدت السيدة العذراء وماذا حصل في دفنها؟.. دراسة بكنيسة الروم
أطلقت صفحة «نسور الروم» المنبثقة عن كنيسة الروم الأرثوذكس، بالشرق الأوسط، دراسة جديدة بمناسبة احتفالات إعلان إصعاد جسدها إلى السماء، وهو المعروف شعبويًا بعيد وصوم السيدة العذراء.
كيف رقدت السيدة العذراء؟
وجاء الدراسة للإجابة عن سؤالين هما «كيف رقدت السيدة العذراء؟ وماذا حصل في دفنها؟».
وقالت: «قبل ثلاثة أيام من رقادها، وفي الـ59 من عمرها، رأت والدة الإله ابنها يسوع ينبئها، بموعد انتقالها إليه، فأسرعت وصعدت إلى جبل الزيتون؛ لتشكر الرب، ثم عادت إلى المنزل، وأعدّت ما يحتاج إليه دفنها، وأخبرت النساء بذلك، فحزنّ جداً، لكنها خففت حزنهنّ، واعدةً بالصلاة الدائمة لهن وللعالم».
وماذا حصل في دفنها؟
وأضافت: «بعدما أسلمت الروح بسلام وبلا وجع، حضر جميع الرسل جنازتها ووضعوها على المحمل، لكن اليهود بحقدهم المعهود، بدؤوا يثيرون زعماءهم؛ للتعرض للمحمل الذي وضع عليه جثمانها، وما أن حاول كاهن من كهنتهم اسمه «يافونياس» التعرض لجثمانها الطاهر، حتى قطعت يده؛ لكنه تاب وآمن واستعاد اليدين، وآخرون من اليهود أصيبوا بالعمى، ثم آمنوا بالرب وشفيوا».
وتابعت: «الرسول توما حزن حزناً شديداً؛ لأنه لم يستطع حضور الجنازة، إذ كان يبشر في الهند، وعندما كان في طريقه من الهند إلى أورشليم، ظهرت له والدة الإله، وسلمته زنارها، لكنه وصل متأخراً «ثلاثة أيام»، إلى «جثسيماني» حيث دفنت، وإذ أصرّ على فتح القبر؛ ليلقي عليها النظرة الأخيرة، وافق الرسل، فدحرجوا الحجر عن باب القبر، وإذا بالجسد قد اختفى، وحده الكفن بقي هناك متخذاً شكل جسدها الطاهر، حيث نقلها ابنها إليه، ومنذ ذلك الحين، والمسيحيون يعيدون عيد رقاد السيدة، وانتقالها ويجعلونه «فصحًا» صيفياً بكل معنى الكلمة».
وواصلت: «لم يذكر لنا الإنجيل شيئا عن رقاد والدة الاله كما انه لم يسلط الضوء على تفاصيل حياتها، إنما ما يذكره القديس يوحنا الدمشقي في أوائل القرن الثامن، في عظته الشهيرة حول رقاد السيدة العذراء كاف؛ لتثبيت التراث الشفهي، الذي شاع في الكنيسة منذ قرون الأولى، ونقل إلينا في مخطوطات بعنوان «كتاب يوحنا اللاهوتي حول رقاد والدة الإله الكلية القداسة».
وأردفت: «وقد وجدت نسخ من هذه المخطوطات باللغات اليونانية والسريانية والعربية، وكلها تعود إلى أوائل القرن الرابع للميلاد، أما «الدمشقي» الذي اشتهر بكتاباته المريمية، فأكد لنا أن المسيح بنفسه قد حضر إلى مضجع والدته المُحاط بالرسل الذين استقدموا بالروح من أقاصي الأرض حيث كانوا يركزون؛ ليلبسها حلة عدم الفساد».
واختتمت: «التقليد الكنسي يروي لنا، أنه حين كان الرسل رافعين النعش، الذي كانت عليه مريم مضطجعة، حاملين إياه إلى القبر، وإذ كانت الملائكة تشاركهم الترتيل من السماء، تجاسر أحد المارة أن يمد يديه بوقاحة على النعش، وفي الحال نال من القضاء الإلهي ما استوجبته وقاحته، من القصاص فقطعت يده بضربة قوية».