قصة كفاح رشا: مارست الكونغو فو وتواجه متاعب الحياة بـ«تمناية»
"اسعى يا عبد وأنا أسعى معاك"، هكذا بدأت رشا السيد عبد اللطيف، 38 سنة، ربه منزل، مقيمة بمنطقة الورديان غرب محافظة الإسكندرية حديثها لـ"الدستور" قائلة: "أنا أعمل سائقة على سيارة أجرة من فترة قليلة لكي أواجه مصاريف الحياة ومتاعبها واعتني بتربية ابنى محمد البالغ من العمر 5 سنوات وذلك بعد انفصالي عن زوجي منذ عام.
أضافت رشا: “الشغل مش عيب وأنا بحب هذا المجال ولاقيت ترحيب من بعض السائقين على المواقف عندما شاهدوني أثناء قيادة السيارة وبعضهم يتعاملوا معي بكل تقدير واحترام ويعطوني الحق في أولوية تحميل الركاب وهناك البعض الذي يقوم بمساعدتي في تحميل الركاب وعدم مضايقتى”.
أشارت إلى أن مهنة القيادة اختارتها لكي تعتمد فيها على تأمين مستقبلها ومستقبل ابنها:"ربنا هو مقسّم الأرزاق واختار لي هذه المهنة بعد شراء هذه السيارة بالتقسيط لكي أبدأ عليها العمل".
وواصلت رشا حديثها لـ"الدستور" قائلة إنها تعمل في الصباح في أحد المحال التجارية وبعد الظهر سائقة على السيارة لكي تستطيع الانفاق على نجلها وتقوم بتعليمه لكي يحصل على شهادة جامعية تفتخر به في المستقبل، مؤكدة أن لديها رخصة قيادة منذ 2015 وقامت بشراء السيارة في شهر 6 الماضي بعد انفصالها عن زوجها والعمل عليها".
أوضحت أن كل فئات المجتمع قاموا بتشجيعها والوقوف بجانبها أثناء مشاهدتها قيادة السيارة حيث يقوم ضباط وعساكر المرور بتشجيعها وتسهيل سيرها في الشوارع المزدحمة وتحميسها علي القيادة، أما بالنسبة للسيدات فجميعهن يقومن بتشجيعها وأكثر من سيدة قامت بتوقيفها في الطريق وطلبت منها تعليمها القيادة باحترافيه مثلها.
وطالبت بعض الشباب بالعمل بدل الجلوس على المقاهي: "مفيش حاجة اسمها مستحيل، انزل دوّر على الشغل واشتغل لأن في بعض الشباب عاوز يقعد والشغل يجي لحد عنده"، مؤكدة أن السعي وراء الرزق يكافئ الله عليه بالشغل فيجب علي الشباب أن يعملوا لكي تدور عجله الإنتاج في البلد، ويجب علي كل شاب أن يُخلص في عمله ويراعي ربنا فيه لكي يبارك له الله في رزقه وعمله".
وتابعت رشا أنها كانت تمارس لعبة الكونغو فو وكانت حاصلة على بعض البطولات المحلية، وكانت تجيد التمثيل وكانت تحلم أن تكمل تعليمها وتصبح ممثلة معروفة بعد أن تلتحق بالمعهد العالي للتمثيل، لكن ظروف الحياة ومتاعبها غيرت حلمها وقامت بالعمل وتركت حلمها لكي تكسب قوت يومها لسد احتياجات ابنها.