الموت يغيّب آخر تلاميذ العقاد: وداعًا الشاعر الكبير الحساني عبد الله
أعلن الناقد الأدبى أحمد بلبولة وفاة الشاعر الحساني عبدالله عن عمر ناهز 84 عاما، وذلك بعد مسيرة أدبية طويلة ستظل علامة في تاريخ الشعر المعاصر، وشاهدًا على عصر من عصوره، ونموذجا فريدا ملهما في معاندة الأقدار.
وكتب بلبولة، عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "وداعًا الحساني حسن عبدالله آخر الفحول من الشعراء، العالمين بالشعر".
وتابع “وهو علم لو تعلمون عظيم، راسخ فيه، شاهق في أدائه، واثق في دوره، خبير في طرائقه، جاء على موعد والشعر الحر موضة زمانه؛ فقاومه واختار”.
وروى الشاعر د.أحمد بلبولة، أنه بعد أن أعاد صياغة ما كتبته نازك الملائكة شعرا عموديا في ديوانه "عفت سكون النار" الذي حصل به على جائزة الدولة التشجيعية، كانت كل قصائده تصل من محبسه وهم طلاب.
واستكمل “فيدرسها لنا أستاذنا أبو همام رحمه الله، خرج وكان كل شيء قد تغير، فعاش مغتربا، وحاول أن يعيد الحياة دورتها الأولى؛ فأنشأ مجلسا آوى إليه كل طائر طامح في أن يحفظ على أمته أساسها المتين في النهضة، ونجح رغم ضيق الوقت في أن يترك وديعته أمانة في أيدي النابهين ممن أدركوا بعضه ولم يدركوا كله، آية كان في ألا يفقد المرء الأمل وإن جاء على مهل”.
الحساني حسن عبد الله، ابن الأقصر وابن عم يحيي الطاهر عبدالله ورفيقه في الكرنك قبل أن ينتقل كلاهما للقاهرة ويكملا رفقتهما، كان أحد خواص ندوة العقاد وتلميذه، عمل "عبدالله" بالتدريس قليلا وقضى بعض الوقت في السعودية، وعاد ليعمل في مجلة المجلة مع يحيي حقي، ثم انتقل للجنة القراءة مع نجيب محفوظ بهيئة السينما.
قال عنه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي: "الحسانى حسن عبد الله شاعر حقيقى مثقف يستحق أن نقرأه ونعرفه ونحبه، دون أن يمنعنا هذا من أن نختلف معه، خاصة فى بياناته التى أعلن فيها الحرب على الشعر الحر، وقال عنه فاروق شوشة: من أي ينبوع بعيد يتدفق هذا الشعر، شعر الحساني حسن عبدالله؟ ومن أية سماء للإلهام يتنزل هذا الفيض البديع من اللغة الشعرية التي لا تشبه إلا نفسها، مستوعبة كيانا إنسانيا متفردا غاية التفرد، صعبا غاية الصعوبة، ومحملة بزاد وفير من الموروث الحي للشعر العربي، في حركته الجدلية، وعنفوانه المتأبي علي الضحالة والهشاشة التي هي سمة الزمان المتردي، والعجمة المتفشية.
ومن المعروف أن الحساني حسن عبدالله كان يرتاد صالون المفكر الكبير عباس محمود العقاد، وكانت له الكثير من الحكايات في هذا الصدد.