بعد وفاته.. «بائع الفريسكا» ترك ابنتين وابتسامة وشياكة لن تنسى «صور»
جنازة مهيبة شهدتها منطقة أبوقير اليوم لـ“أشيك بائع فريسكا” الشاب يوسف راضي، وسط حزن أهالي المنطقة وكل محبيه وأقاربه بعد الحادث المفجع الذي راح ضحيته الشاب السكندري.
وسط جنازة شارك فيها المئات شيع جثمان أشيك بائع فريسكا ليستقر في مثواه الأخير، نتيجة حادث سير على طريق الساحل الشمالي لفظ بعدها أنفاسه الأخيرة.
وانهارت أسرة بائع الفريسكا لخبر الفاجعة ليقول ابن عم بائع الفريسكا إن يوسف كان شخصا بشوشا وذا مظهر مميز، عرفه الجميع بشياكته وأناقته وحبه لعمله معلقا: "كان شابا مكافحا وبيسعى على رزق بناته".
يواصل، لدى بائع الفريسكا ابنتان، واحدة ٣ سنوات والأخرى لم تكمل العام، لم يستطع أن يكمل حياته برفقتهما ليتركهما جراء حادث سير مفجع على أسرته الصغيرة، كما هز قلوب كل من يعرفه.
وتابع أن يوسف توفى في الحال فور حدوث الحادثة قبل انتقاله إلى مستشفى الحمام لإنقاذه نتيجة اصطدام سيارة بسيارته، وهو في الطريق للساحل الشمالي ساعياً على مصدر رزقه.
فلم يكن يعلم أن الطريق الساحلي الذي يسعى له أشيك بائع فريسكا في الإسكندرية لكسب مصدر رزقه سيكون الطريق ذاته الذي ينهي حياته.
وبين الساحل الشمالي صيفا والإسكندرية شتاء، كان يقف يوسف راضي بهيئته المهندمة ماسكا بين يديه أقراص الفريسكا المحلاة بعسل النحل ليلفت أنظار المارة لشرائها بعد أن توارثها أبًا عن جد.
ولم تكتمل مسيرة أشيك بائع فريسكا، كما كان يحلم بها، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في حادث سير على طريق الساحل الشمالي، ويثير حزن كل من يعرفه، سواء من شراء الفريسكا، أو من خلال شهرته على مواقع التواصل الاجتماعي.
فمن اسمه حلم بحياته التي أحاطها الرضا، المصحوب بحلم تطوير مهنة والده في بيع الفريسكا، ويصبح له الماركة التجارية الخاصة به ليقدم فريسكا بمختلف النكهات وتتواجد في مختلف منافذ البيع.
وعلى الرغم من كون الفريسكا من المأكولات السكندرية المتأصلة، إلا أن هيئة بائع الفريسكا المميزة استطاع حينها أن يعطيها مظهراً خاصة يلفت الأنظار وأيضا يصحب بالتشجيع.
كان لموقع “الدستور” لقاء مع أشيك بائع للفريسكا في يناير 2021، ليحكي أنه أراد مساعدة عائلته، فانتقل عام ٢٠١٠ إلى القاهرة ليحمل صندوقا زجاجيا ويسير بشوارع المحروسة ويبيع الفريسكا.
إلى جانب الفريسكا، كان ليوسف خبرة عملية في مجال المبيعات والتسويق، ولكن لضعف الراتب المدفوع جعله يفكر في أن يواصل مهنة والده جنبا إلى جنب عمله.
زواجه هو ما جعله يترك القاهرة وينتقل ليكمل ما تبقى من حياته بين الإسكندرية والساحل الشمالي، فكان يصنع الشاب الثلاثيني الفريسكا ليلا بمساعدة زوجته ليواصل من الواحدة ظهرا حتى الخامسة عصرا بالوقوف في الشارع لتسويق منتجه.
وكان لبائع الفريسكا وجهة نظر آنذاك قال "المظهر المرتب الذي يبيع به الفريسكا، جعل نظرة الزبائن تختلف، وجعل فكرهم يختلف ويتعاملون بأسلوب راق، فهي واجهة اجتماعية "شيك" خلقت تواصل جيد بيني وبين الزبون".