رضا عطية يفند تدوينة صفحة «هيكل» عن نجيب محفوظ وأولاد حارتنا فى 3 ملاحظات
من حين لآخر يخرج علينا بعض الأشخاص الذين يحاولون النيل من القامات الكبرى مثل نجيب محفوظ وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وهذا الأمر وارد من البعض، أن يكون لدى كثيرين أحقاد اتجاه هذه القمم الاستثنائية.. وهو ما فنده الناقد الأدبى الدكتور رضا عطية بعد ما نشرته صفحة الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل من تدوينة لإحدى المدونات عن أديب نوبل نجيب محفوظ وروايته "أولاد حارتنا" زاعمة أن نشرها جاء تحت سطوة الكاتب الصحفى "هيكل" فى ظل ما وصفته بـ"جبن" أديب نوبل مقابل بسالة هيكل فى مواجهة الأزهر بعد نشرها وما لاقته الرواية من معارضة كبيرة من المؤسسة الدينية وذلك عبر 3 ملاحظات نرصدها فى السطور التالية:
"عطية": الأديب ليس مطالبا بالدفاع عن عمله.. و"محفوظ" تفرد بالقدرة على التجديد.. وأول من انتقد عصر "ناصر والسادات"
وأضاف"عطية" فى تصريحات لـ"الدستور": "أن ما يخص نجيب محفوظ بمن يطالبه بالرد على ما تسببت فيه روايته "أولاد حارتنا" وقت نشرها مسلسلة بجريدة "الأهرام" غير دقيق لأن الأديب بمجرد أن يكتب العمل ليس مطالبا بالدفاع عن عمله أو تأويله لأن أى عمل أدبى قابل لأى أكثر من تأويل أو تفسير وهو مبدأ مهم فى الأدب والتلقى.
وتابع: ثانيا وفيما يخص أن "هيكل" هو من دفع نجيب محفوظ لكتابة العمل أو استكماله؛ فإنه إذا كان لهيكل فضل النشر فهو عمل متفرد لنجيب محفوظ جاء بعد فترة توقف ومثل نقلة نوعية فى الكتابة، وهو ما عاهدناه عن نجيب محفوظ سواء فى كتابة الرواية أو القصة، فنجيب محفوظ صاحب كتابات مجددة للإنسان فهو يمتلك شجاعة فنية وجسارة ابداعية متزنة متمثلة فى القدرة على التجديد والتجريب ويكاد يكون أول أديب عربى كتب الواقعية السحرية فى "ليالى ألف ليلة".
واستطرد: أما البعض من الحنجوريين والمزايدين ممن اتهموا "نجيب" بالجبن السياسى فهو كلام غير دقيق لأن نجيب قدم نقدا لثورة يوليو فى عدد من رواياته؛ أبرزها "ميرمار ويوم قتل الزعيم"، وكان فى عهد عبد الناصر رئيسا للمؤسسة العامة للسينما ووقتها قدم بعض الروايات التى تحمل صيغة نقدية محكمة لعصر "ناصر"، كما قدم رؤية نقدية للعصر الساداتى.
وتابع: "شجاعة محفوظ أو بالأحرى قيمته في "أولاد حارتنا" تتمثَّل في تقديم أمثولة جمالية تحاكي قصة الخلق برؤية فنية خاصة به وتستلهم الحارة المصرية وفضاء الصحراء (صحراء المماليك) كمعادل للعالم والوجود".
تدوينة عن “أولاد حارتنا” على صفحة “هيكل” بفيس بوك تثير الجدل
جاء في التدوينة أن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أجبر الأديب نجيب محفوظ على كتابة رواية "أولاد حارتنا" لينشرها بجريدة "الأهرام" وهو ما دفع الأزهر الشريف لمقاضاة نجيب محفوظ ووقف نشر الرواية.
وأضاف كاتب التدوينة: "وأصبح هيكل في مواجهة الأزهر الشريف المعارض ونجيب الجبان، والشعب المذهول من نقد المقدس بهذا الشكل المباشر وهذا العنف غير المعتاد في بلدان الشرق، وماطلت جريدة الأهرام إلى أن نشرت الرواية كاملة تحت حماية هيكل".
متى نشرت "أولاد حارتنا" فى الأهرام ؟
منذ عام 1959 ابتدأ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام هاجمها شيوخ الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، ولكن محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام حينئذ ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فتم نشر الرواية كاملة على صفحات الأهرام، ولم يتم نشرها كتابا في مصر، فرغم عدم إصدار قرار رسمي بمنع نشرها إلا أنه وبسبب الضجة التي أحدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي -الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر- بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر.
طُبعت الرواية في لبنان من إصدار دار الآداب عام 1962 ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية.