كيف دعمت ثورة 23 يوليو ثورات التحرر في الدول العربية؟
تمثل ثورة 23 يوليو عام 1952، والتي تتزامن ذكراها السبعين اليوم السبت، نقطة تحول مهمة ليس في تاريخ مصر وحدها وإنما في المنطقة العربية برمتها.
وكان لثورة 23 يوليو، دورًا كبيرًا في دعم الانتماء للقومية العربية ودعم ثورات التحرر في الدول العربية، كالتالي:
دعم ثورة 23 يوليو للقضية الفلسطينية
منذ ثورة 23 يوليو 1952، تدعم مصر حل القضية الفلسطينية التي تعتبر من أهم القضايا ومحفزاتها، فقد كانت نكبة 1948 أحد أسباب ثورة يوليو.
ومع نجاح الثورة وضع الرئيس جمال عبد الناصر قانونًا سياسيًا حاكمًا للصراع العربي- الإسرائيلي، مشددًا على تحرير القدس ورهنه بتحرير القاهرة ومعها العواصم العربية.
وكان تحرير القرار السياسي وتحرير الإرادة الوطنية هما الشرطان اللازمان لخوض صراع حقيقي ينتهي ليس فقط بتحرير فلسطين بل وبتحقيق الوحدة العربية ومن ثم الانخراط في تأسيس مشروع حضاري نهضوي للأمة العربية وكانت الثورة هي أداة تحقيق هذه الانطلاقة.
الاتفاق الثلاثي مع مصر وسوريا والسعودية
في عام 1955 عقد اتفاق ثلاثي بين مصر وسوريا والسعودية، وانضمت إليه اليمن بعد ذلك، للتعاون العسكري السياسي والاقتصادي، وإعلان الوحدة مع سوريا في 22 فبراير 1958، ثم بدأت المؤامرات على إجهاضها.
دعم مصر للثورة الجزائرية
كانت الصحافة المصرية أثناء ثورة 23 يوليو، خير عون للثورة الجزائرية، فقد كانت إذاعة صوت العرب المصرية تمثل دعمًا دعائيًا لخدمة الثورة الجزائرية، كما أنشئت في نوفمبر سنة 1955 إذاعة سرية خاصة للجزائر تذيع البيانات، فضلًا عن نشر العديد من الأخبار ودعم الانتصارات.
وأنشئت أول حكومة للجزائر في المنفى وكان مقرها القاهرة سنة 1958، وهكذا لم تتوقف ثورة يوليو عن مساندة ثورة الجزائر حتى انتصرت على الاستعمار الفرنسي وحصلت على استقلالها سنة 1962، وظلت مصر تدعم الجزائر سياسياً وعسكرياً ومادياً وفنياً بعد الاستقلال لمساعدة النظام الوليد على مواجهة الأعباء والمشاكل التي تركها الاستعمار وحتى تعيد للجزائر هويتها العربية.
دعم 23 يوليو لليمن
قدمت مصر في عام 1962، العديد من المساندات والدعم العسكري المباشر لليمن الشمالي، كما أرسلت الآلاف من جنود مصر للوقوف بجانب الثورة ضد أعدائها.
ولم تخرج مصر من اليمن إلا وقد ترسخت دعائم الثورة فيها، وكان الوجود المصري في اليمن الشمالي ونجاحه في دعم ثورته، حافزاً لجبهات التحرير في اليمن الجنوبي لتصعيد كفاحها ضد السلطات البريطانية هناك.
ومع تزايد مساعدات مصر للثورة فى اليمن الجنوبية منذ اندلاعها عام 1963، اتسعت حدودها وشملت كل مناطقها وحققت انتصارات سريعة مكنتها فى النهاية من تحقيق هدفها بقيام الجمهورية عام 1967.
ثورة 23 يوليو تدعم العراق
عندما قام جيش العراق في 14 يوليو 1958 وأطاح بالنظام الملكي وأعلن الجمهورية، كانت مصر في مقدمة القوى المساندة للنظام الثوري الجديد وتدعيمه مادياً ومعنوياً، وعندما هددت القوى المعادية للنظام الثوري العراقي وهي أمريكا وبريطانيا قطع عبد الناصر زيارته ليوغسلافيا وتوجه إلى موسكو، واستطاع أن يقنع قادة الكرملين بالقيام بمناورات عسكرية كبيرة على الحدود البلغارية التركية، لدفع الغرب على التراجع، ثم أعلن عبد الناصر أن أي عدوان على العراق يعد عدوانًا على مصر، وتم توقيع اتفاقية تعاون كامل بين البلدين عام 1958.
ثورة 23 يوليو تدعم ليبيا
ولم يقتصر دور مصر على مساعدة هذه الدول فقط، فلا يمكن أن ننكر المساعدات التي قدمتها الثورة إلى ليبيا ودعم ثورة الفاتح سبتمبر 1969 لتحقيق استقلالها والمحافظة على وحدتها، وإفشال محاولات تقسيمها إلى ثلاث دويلات وتقديم مصر لها كافة المعونات الثقافية والعلمية والاقتصادية.
ثورة يوليو تدعم تونس والمغرب والصومال
كما قامت بتدعيم حركات التحرر في تونس والمغرب حتى تحقق استقلالهما عام 1956، وقامت مصر بالدفاع عن حق الصومال في تقرير المصير.