«ما لم تقله البحيرة».. كتاب جديد لـ حمدى سليمان عن قصور الثقافة
صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب "ما لم تقله البحيرة" للدكتور حمدي سليمان".
وقال حمدي سليمان عن الكتاب: “هو قراءة سوسيوثقافية لمدينة الإسماعيلية وتجليات الفعل الإنساني على أرضها”.
ويضيف:" المدن سراديب كما هو حال البشر، لا تفضي بأسرارها إلا لمن لامس أنفاسها عن قرب، وقرأ سرديتها على مهل، وهو ما نحاول فعله في كتابنا هذا عن مدينة الإسماعيلية، تلك المدينة التي تمتعت منذ نشأتها بالخصوصية الثقافية المدهشة, فقد أسهم في تشكيلها الجغرافيا والبشر والأحداث, مزجوا معا عبر السنين الرؤية بالحلم، والأمل باليقين، وقدرة الإنسان المصري البسيط على التحدي والانتصار، فعلى الرغم مما مرت به من صعاب وتحديات وتحولات كبرى غيرت مجرى التاريخ في المنطقة والعالم. ظلت مدينتنا النابضة بالحياة متشوقة دوما للبهجة والفرح. مقدمة عبر تاريخها نموذج فريد لإمكانية التعايش بسلام بين الجنسيات المختلفة, وقدرة فائقة على استيعاب التنوع بل وتوظيفه بشكل يخدم مستقبلها ومستقبل أبنائها.
ويكمل: "نشأت وعشت في تلك المدينة الساحرة وشهدت في صباي وشبابي كل تلك السمات الجميلة من العمران المتميز والحدائق النادرة والفنون البديعة والناس الأصلاء وتضحياتهم العظيمة, كما عشت أيضا التحول الذي طال كل شيء في المدينة, والذي لم يتوقف عند تدمير وتشويه عمرانها فقط بل أمتد – للأسف- إلى تشويه البشر أيضا. لذا كان من الضروري أن ننقب في بقايا الذاكرة، ونتعقب علاقتنا الخاصة بتلك المعالم والأمكنة، التي شكلت عالمنا طوال السنوات الماضية, لنرصد ما تبقى من آثار وجماليات المكان, وعلاقته بالتاريخ, وما نتج أيضا من تغير في علاقات الناس أثرالتحولات المختلفة.
ويواصل: "ربما يلاحظ البعض اننا لم نكتف بسرد الوقائع، والربط بينها بعلاقة سببية، ولم نسع لكتابة تتعلق بحنين إلى أيام الصبا، كما أننا لا ننفي أن هذه الكتابة لا تخلو من بعض الاشتباك والانحياز، وهو أمر مرهون بعمق معرفتنا وعلاقتنا بالمكان، ورؤيتنا الموضوعية في رصد التغيرات والتحولات الكبرى التي غيرت من شكل ومضمون الحياة ليس فقط على أرض الإسماعيلية بل على مستوى الوطن ككل".
أما عن الدكتور حمدي سليمان فهو أستاذ علم الاجتماع والانثروبولوجيا بكلية الآداب جامعة العريش والباحث بأطلس المأثورات الشعبية".
صدر له من قبل العديد من المؤلفات منها كتاب " واحة الرُب الأسود"، كتاب " الواحات البحرية.. من الجمل إلى اللاندكروسر"، ديوان " البحر نايم"، ديوان " أريد أن أعرف أكثر" وعد من الإصدارات المختلفة.