في ذكرى ميلاده.. ثروت أباظة الأديب الذي هزم الرقابة بـ«شيء من الخوف»
يعد ثروت أباظة والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1927، واحدًا من جيل الرواد في الأدب المصري والعربي. وتعد روايته "شىء من الخوف" والتي حولتها السينما المصرية إلي فيلم يحمل نفس الاسم، من أكثر الروايات المثيرة للجدل حتى إن الرقابة كانت منعت عرض الفيلم، إلا أن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر أجازه وسمح بعرضه.
وقد تعددت مؤلفات ثروت أباظة وتنوعت ما بين الكتب الأدبية والروايات التي جاوزت العشرين رواية نذكر من بينها هارب من الأيام، شىء من الخوف، ثم تشرق الشمس، طارق من السماء، أحلام في الظهيرة، الغفران، لؤلؤة وأصداف وغيرها. بالإضافة إلى مؤلفاته النقدية والأدبية، ومنها لمحات من حياتي، من أقاصيص العرب، عاشق الليل، قراءات قلمية، ذكريات بعيدة، سمات من الزمان، ذكريات لا مذكرات، خواطر ثروت أباظة.
- بين الأدب والمحاماة
نشأ ثروت أباظة في أسرة لمعت فيها كثير من الأسماء، في ميادين الأدب والسياسة، والفن، والرياضة والصحافة مما دفعه الجو المحيط به إلي الاشتغال بالأدب، وحصل علي ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول ــ جامعة القاهرة ــ عام 1952، ومارس المحاماة، تولي العديد من المناصب منها رئاسة تحرير جريدة الإذاعة والتليفزيون، رئيس اتحاد الكتاب، القسم الثقافي بجريدة الأهرام وغيرها.
تحولت العديد من أعمال ثروت أباظة الأدبية إلي أعمال سينمائية وتليفزيونية وإذاعية، منها شيء من الخوف، هارب من الأيام، جذور في الهواء، ثم تشرق الشمس، ينابيع، أمواج بلا شاطئ، سيرة سعيد الزواني، أوقات خادعة، آمال وأقدار، الأماني المرة، بريق في السحاب، نقوش من ذهب ونحاس، أحلام الظهيرة، طارق من السماء، النهر لا يحترق.
ــ "هذه اللعبة".. قصة لثروت أباظة تجمع ما بين الواقعية والرومانتيكية
في إحدى حلقات برنامج "كاتب وقصة"، والذي كانت تقدمه الإعلامية سميرة الكيلاني، خلال ستينيات القرن العشرين، حل الكاتب ثروت أباظة ضيفًا عليه، وتناول قصته "هذه اللعبة"، من مجموعته القصصية التي تحمل نفس الاسم.
وحول جمعه بين الواقعية والرومانتيكية في قصصه وأعماله الأدبية، قال ثروت أباظة الرومانتيكية بتعريفها الكلاسيكي المعروف، هي ارتفاع بالواقع إلي مدارج سماوية يصعب وجودها في الحياة، وهو ما لا يستقيم مع الأعمال الواقعية.
وعن وصف النقاد لأعماله بأنها تمزج بين الواقعية والرومانتيكية، قال أعتقد أن هذا المزج من واجب الكاتب، وهو إعلاء الواقع عن حقيقته فالكاتب لا ينقل من الواقع نقلًا فوتوغرافيًا، وإذا ما نقل من الواقع نقلًا فوتوغرافيًا لا يكون كاتبًا. وما تؤلفه الحياة لا يستطيع أن يؤلفه الكاتب. فالحياة تؤلف كما تشاء بلا دوافع ولا مبرر ولا تحتاج إلي إقناع.
وأضاف: فإذا كان معنى المزج بين الواقعية والرومانتيكية يعني أنني أحاول أن أقول ما أحب أن تكون عليه الحياة، لكن الرومانتيكية الصرفة، لا أعتقد أن أحد يكتب بها الآن، علي أنه إذا وجدت كتابة رومانتيكية جيدة نقبلها ونحبها، لأنها في النهاية مدرسة أدبية.