«مفتاح قيادة العالم».. ماذا يريد بايدن من القادة العرب فى زيارة الـ4 أيام؟
تحدث خبراء حول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي تبدأ اليوم الأربعاء، وتستمر حتى 16 من يوليو الجاري، وأهميتها في هذا التوقيت، وما قد تحدثه من تأثيرت في منطقة الشرق، والدول العربية بشكل خاص، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع المحتدم حاليًا، بين القوى العظمى، والذي يُلقي بظلاله على المستويات كافة.
المحلل السياسي العراقي محمد علي الحكيم، قال لـ"الدستور"، إن زيارة بايدن مهمة وتأتي لبدء فصل جديد، وفي وقت حيوي ومهم بالنسبة للمنطقة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من أهداف زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، هو معالجة جزء من أزمة التضخم في واشنطن.
وذكر "الحكيم"، أن بايدن سيحاول إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط للحد من السعر العالمي، ومعالجة التدهور في واشنطن، مشيرًا إلى أنه من المتوقع بحث ملفات مختلفة مثل التعاون الأمني والحرب على الإرهاب وتأمين حركة التجارة في الممرات الملاحية.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي سيسعى - أيضًا- إلى جذب الدول العربية إلى المعسكر الغربي، فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، للحفاظ على المصالح الاستراتيجية، ومواجهة المخاطر الروسية والصينية الجديدة.
ونوه بأن مشاركة العراق في القمة التي ستعقد بحضور بايدن في السعودية، مهمة ومحورية للغاية، لا سيما أن رئيس الورزاء مصطفى الكاظمي زار الرياض وطهران، مؤخرًا.
وفي ذات السياق، قال جهاد العبيد، المحلل السياسي السعودي، إن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة جعلتها في حاجة إلى التنسيق مع الدول العربية، للحفاظ على أسعار مقبولة للطاقة، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية حول العالم.
وأوضح لـ"الدستور"، أن أهم الملفات التي سيركز عليها بايدن هي أمن المنطقة، ورفع مستوى التنسيق الاستراتيجي بين البلدين، مشيرًا إلى أن واشنطن تحتاج حلفاءها لمجابهة صعود الأقطاب الجديدة، لكن الموقف العربي واضح بالحياد، فلا مصلحة بالانحياز لطرف دون آخر فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية.
وقال الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي، إن زيارة بايدن للشرق الأوسط، تأتي في ظروف دولية عصيبة ومعقدة منها التقدم الصيني على النواحي الاقتصادية والرأسمالية، وفي وقت تريد فيه روسيا أن تستعيد قوتها كقطب أمام أمريكا والصين، ومحاولة الرئيس الأمريكي إقامة تحالفات مع الدول العربية لحماية مصالح واشنطن بالمنطقة.
وتوقع "الوزان"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تركز جولة بايدن على مناقشة ملفات الحرب الروسية الأوكرانية والملف النووي لطهران، لافتًا إلى أن الحرب الروسية أثرت على وجهة نظر الأمريكية تجاه الدول العربية؛ لأن واشنطن تريد تحقيق أكبر قدر من السيطرة والتحالفات والجذب مع الدول العربية وسحب الغطاء من موسكو، واستعادة مكانتها، وتوسيع قواعدها بشكل بعيد المدى.
وحول حضور العراق، القمة العربية الأمريكية، أوضح "الوزان"، أن بغداد دولة محورية ومفصلية لأن العراق يمثل ساحة ميدان الحدث ومحل الصراع والعراق يمثل الطريق الواصل الاستراتيجي بين إيران وإسرائيل، متوقعًا وضع سيناريوهات مختلفة بشأن العراق، ربما بإشراف أمريكي دولي.
من جانبه، قال طارق البرديسي الخبير في العلاقات الدولية لـ"الدستور"، إن الزيارة واضحة ومهمة في ظل الضغوط التي يشهدها العالم والأزمة الأوكرانية وتداعياتها الكارثية على الاقتصاد العالمي سواء الطاقة أو الغذاء.
ونوه بأن من أبرز الملفات التي ستركز عليها جولة بايدن الطاقة والعلاقات الاستراتيجية والأمن، بجانب التركيز على إعطاء قُبلة الحياة للقضية الفلسطينية وعودة المفاوضات، إلى جانب ملف الطاقة.
وأضاف: "العرب لهم باع وذراع وثقل وأهمية قصوى وأتصور أن من يكسب العرب سيكون له الغلبة في قيادة العالم، وبالفعل أثرت الحرب الروسية على وجهة النظر الأمريكية، وأدركوا قوة العرب من ناحية النفط والغاز والثروات وموقعهم الجيوبوليتيكي".