الكاردينال بارولين يبارك الحجر الأول للسفارة البابوية الجديدة بجنوب السودان
في إطار زيارته جمهورية جنوب السودان، التقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في رعية القديس يوسف شمالي العاصمة جوبا الخميس أعضاء الإكليروس والرهبان والراهبات والذين عرَّفوا بما يقومون به من عمل لمساعدة الفقراء وفي مجال التربية. وقبل دخوله الكنيسة اقتربت من الكاردينال بارولين امرأة تحمل طفلا وقالت لأمين السر إن صغيرها، واسمه نلسون، يعاني من مرض قد يؤدي إلى فقدانه البصر.
وعقب استماعه إلى شهادات الكهنة والرهبان والراهبات شدد الكاردينال بارولين على كون الأطفال رجاء المستقبل إلا أنهم يشكلون تحديا كبيرا.
وأشار إلى أن الكنيسة بإمكانها أن تفعل شيئا مثل توفير الغذاء والأدوية إلا أن كل هذا يظل غير كافٍ. تحدث أمين السر بالتالي عن الحاجة الضرورية إلى التزام عاجل من قبل الجماعة الدولية، خاصةً وأن حوالي ثلث سكان جنوب السودان والذين يعانون من غياب حاد للأمن الغذائي سيُتركون خلال الأشهر القادمة بدون المساعدات الإنسانية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي بسبب شح كبير في الموارد، ويتعرض بالتالي حوالي مليون و٧٠٠ ألف شخص إلى خطر الموت جوعا.
وشدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في حديثه على الحاجة إلى التزام تضامني لتخفيف معاناة الآخرين.
وتحدث الكاردينال بارولين لا فقط عن المساعدات المادية بل وأيضا الروحية وعلى الكنيسة أن تقدمها، وتحدث في هذا السياق عن ضرورة أن تكون الكنيسة صوتا نبويا. وقال للكهنة والمكرسين إن الكنيسة في جنوب السودان ليست بمفردها، فهي في شركة مع البابا، وهذا دافع كبير للإلهام والتعزية والتشجيع. وتابع أمين السر أن هذه الكنيسة ورغم ما عليها أن تواجه من صعاب يجب أن تَسعد لأن الأشخاص لم يفقدوا الحس الديني للحياة.
وأمام مثل هؤلاء الأشخاص، تابع الكاردينال بارولين، على الكنيسة أن تكون نموذجا ومثالا للشركة، وقال إن بالإمكان التعاون وتجاوز الاختلافات ودعا الجميع إلى إظهار حنان الله.
هذا وقد تضمَّن برنامج أمس الخميس في الزيارة التي يقوم بها الكاردينال بييترو بارولين إلى جمهورية جنوب السودان قيام أمين السر بمباركة الحجر الأول للسفارة البابوية في جوبا وتحديدا في شمال العاصمة. هذا وقد اختير المكان الجديد للسفارة البابوية في منطقة خضراء بالقرب من الإكليريكية. وتحدث الكاردينال بارولين في هذا السياق عن عطية إلهية تعزز العلاقات بين الكرسي الرسولي وجنوب السودان، وفي المقام الأول تشير إلى محبة البابا إزاء هذا البلد الذي يرغب الأب الأقدس في زيارته قريبا. هذا وقد شارك ممثلو السلطات الدينية والمدنية في هذا الاحتفال بوضع الحجر الأول للسفارة البابوية الجديدة والتي صممها المعماري الإيطالي باسكوالي غاندولفي والتي وصفها الكاردينال بارولين بييت البابا.
وأشار أمين السر في حديثه إلى أن دور السفارة البابوية هو تعزيز الشركة بين البابا والأساقفة والكنائس المحلية، وبالتالي دعم العلاقات والالتزام من أجل السلام والتنمية وخير الأشخاص في الدول التي توجد فيها. وواصل الكاردينال بارولين داعيا الحضور إلى الصلاة من أجل تنفيذ سريع لهذا المشروع وشكر الجميع على تمكينه من تقاسم لحظة الفرح هذه لكم ولشعب جنوب السودان كله، قال أمين السر.
تحدث من جانبه المطران هوبرتوس ماتيوس ماريا فان ميغين السفير البابوي في جنوب السودان والمقيم في نيروبي عن يوم تاريخي بالنسبة لحضور الكنيسة الكاثوليكية في جنوب السودان، وأعرب عن الرجاء في أن يتحقق هذا المشروع بفضل العناية الإلهية والتي وجهتنا إلى هذه الأرض الجميلة في الضاحية، والتي شبهها برمز للفردوس في مدينة جوبا. وواصل السفير البابوي حديثه مشيرا إلى أن السفارة البابوية الجديدة ليست مجرد تمثيل دبلوماسي، بل تسعى إلى أن تكون أيضا بيت الله، وأضاف أن جميع من سيعيشون وسيعملون هنا سيُصلون طالبين بشكل خاص مساعدة الروح القدس. كما وأعرب عن الرجاء في أن تكون السفارة الجديدة تعبيرا عن محبة الكنيسة الجامعة للكنيسة في جنوب السودان وتعبيرا عن محبة البابا فرنسيس لشعب جنوب السودان.
هذا وشارك في الاحتفال بوضع الحجر الأول للسفارة البابوية وزير الشؤون الرئاسية برنابا ماريال بنجامين، وأكد في حديثه عن ترحيب الحكومة بهذا العمل الذي يقوي التعاون بين الكنيسة والدولة في جنوب السودان. وتابع واصفا هذا الحدث بنبأ عظيم للأشخاص في جنوب السودان المتحدين في الكنيسة، ثم أعرب عن الرجاء في زيارة البابا فرنسيس للبلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن الحجر الأول للسفارة البابوية الجديدة في جنوب السودان، والذي باركه الكاردينال بييترو بارولين الخميس في إطار زيارته إلى هذا البلد الأفريقي، هو من الباب المقدس لبازيليك القديس بطرس كان قد تم إدخاله في ختام يوبيل سنة ٢٠٠٠، وقد تم استخراج هذا الحجر من الباب المقدس الذي فتحه البابا فرنسيس لمناسبة يوبيل الرحمة سنة ٢٠١٦.