جار النبي الحلو: نصر حامد أبو زيد باق بكتاباته وسيعاد اكتشافه كل وقت
تحدث الروائي جار النبي الحلو أحد أضلاع شلة المحلة عن علاقته بنصر حامد أبو زيد والذي كان ضلعا كبير في هذه الشلة المفكرة والواعية مع جابر عصفور وغيرهم.
في البداية كان نصر حامد ابو زيد يعمل في الهيئة اللاسلكية لبوليس النجدة وعرف جار النبي الحلو 1965:" كنا نعقد اجتماعاتنا في قصر ثقافة المحلة، وكان معي سعيد كفراوي وجابر عصفور ومحمد صالح ومحمد المنسي قنديل وفريد ابو سعدة وغيرهم".
كان نصر حامد أبو زيد يكتب الشعر العامي في ذلك الوقت، يكتب مربعات الشعر وكان الشعر سببا في توجهه لقصر ثقافة المحلة لينضم لشلة المحلة والتي كانت تحوي شباب أصبح لمعظمهم شأنا كبيرا في الثقافة المصرية:" في الحقيقة كان يظن أنه سوف يكتب الشعر، لكننا توسمنا فيه عقلية كبيرة منذ صغره، كانت آراؤه وأفكاره كبيرة، ولكل هذا قرر نصر حامد ابو زيد أن يكمل تعليمه".
دخل حامد ابو زيد الثانوية العامة، لكنه قرر دراسة اللغة الفرنسية، وذهب لأستاذ اللغة الفرنسية وهو شقيق جار النبي الحلو:" توجه أبو زيد لشقيقي بكر الحلو، ودرس عنده اللغة الفرنسية، وأكمل في كلية الآداب والحقيقة أن نصر أصبح يتكلم الفرنسية بطلاقة وإجادة تامة".
حدثت الكثير من المتغيرات، فنصر حامد الذي بدأ شاعرا أهمل شعره وبدا أن هناك رؤية جديدة تلوح في الأفق:" حدث لنصر أبو زيد الكثير من الأمور، اهتم بالفكر وتناول التراث والحقيقة أنه كان من المجتهدين، الوقوف أمام هؤلاء المجتهدين هو من يجعل الوطن يتعثر".
كتب نصر أبو زيد العديد من الكتب، وأصبح له شأن خاص، كان تنويريا جميلا يعرف أين يضع قدمه، يكمل جار النبي الحلو:" رأينا كيف تطورت افكاره من خلال كتبه، والتي واجهتها اتهامات كثيرة لكن على الجانب الآخر أصبح لنصر حامد ابو زيد طلاب علم في أماكن كثيرة في العالم، وتحقق كاستاذ جامعي مرموق وباحث في المقام الأول".
كما ذكر الحلو لم ين نبوغ أبو زيد جديدا على رفاقه، كانو يتوسمون ذلك في جلساتهم معه، وكانوا يرون هذا في تصرفاته ورؤيته وإدارته لأفكاره، يواصل:" كان رزينا، تشغله الأفكار والمقولات، ولم يكن يأخذ كل شئ كيفما اتفق، كان يمحص ويحلل، كان بالنسبة لي شيئا عظيما، وكنت ألتقي به كثيرا نظرا لقرب مسكنه من بيتي، نتقابل ونمشي كثيرا بعد الندوات، في الحقيقة كانت مجموعة من النابغين ولو استعرضنا أسمائهم فترى كيف كنا نتناقش بجدية في الشأن العام المصري والفكري، والحقيقة أننا كنا نحاسب بعضنا بقوة، لم نكن نقول لبعضنا ماذا كتبت، بل ماذا قرأت".
ويتحدث الحلو عن علاقة نصر أبو زيد بجابر عصفور قائلاً:"كانت من أهم العلاقات التي شهدتها هي علاقة عصفور بأبو زيد، كانا مفكرين يتباريان في الفكر، وكنت أتمنى أن تناقش أطروحات ابو زيد ولا تحارب بهذا الشكل".
ويصف الحلو كيف كان يكتب أبو زيد وأن ما يكتب بصدق سيبقى ابد الدهر:"كان يكتب بجهد حقيقي، وبصدق، وما يكتب بصدق لا تزروه الرياح، أنا أكتب ولك حق أن تختلف معي، اختلف كما تريد، ومن خلافاتنا ستخرح الرؤية التي تصب في مصلحة الأم الكبرى، مصر، والحقيقة أن وطننا يحتاج منا للمناقشة، كيف سنخطو للامام إن لم نتناقش؟، وهذا أضمن لكي لا نهرول للخلف".
في الأخير يتحدث الحلو عن أعمال أبو زيد قائلاً:" كل أعماله ستبقى، وسيبقى لها الاتفاق والاختلاف، وهذه ليست هي القضية الحقيقية، إنما القضية هي أن تختلف معي ولكن لا تحاربني، ولا تُفزعني، لا تغدرني، لا تقتلني، الحقيقة أننا في أمس الحاجة لأن يسمع بعضنا البعض".