لماذا يذهب الأشخاص إلى العمل وهم مرضى؟
عندما تستيقظ للعمل على صوت المنبه، ولا تصدق أن الوقت قد حان للاستيقاظ، لأنك تشعر بالفزع الشديد، ربما تشعر وكأن رأسك قد تم ضغطه في منظار، أو تشعر أن حلقك مثل ورق الصنفرة أو أن معدتك تتقلب.
مهما كان ما يحدث معك، فأنت تعرف ما تحتاجه: الكثير من السوائل والأدوية، وقبل كل شيء قضاء يوم راحة في السرير، فآخر شيء تحتاجه هو يوم في العمل، لكنك تتنهد وتتدحرج وتنهض على أي حال، وتدفع فكرة أخذ يوم عطلة من عقلك.
هذا هو الواقع بالنسبة لحوالي ثلاثة أرباع العمال، حيث وجد استطلاع جديد أن 76٪ من العمال أجبروا أنفسهم على الذهاب إلى العمل على الرغم من مرضهم، واعترف واحد من كل ثلاثة بفعل ذلك مرارًا وتكرارًا.
هذه ليست حالة الأشخاص الذين يدمنون العمل ولا يعرفون كيف يأخذون إجازة، فكونك في عمل غير آمن يعني أنك تعمل لحسابك الخاص أو تعمل بعقد لمدة صفر ساعة، في هذه الأنواع من الوظائف، لا تميل إلى الحصول على أجر مرضي، لذا فإن أخذ يوم إجازة يعني أنك تفقد أجر ذلك اليوم.
عندما يكون دخلك منخفضًا، أو تعيل أشخاصًا يعتمدون عليك، فإن أخذ يوم الإجازة ليس شيئًا يمكنك القيام به، حيث أصبح إعطاء الأولوية للمال على الصحة حقيقة واقعة بالنسبة للكثيرين الآن مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
يجبر الناس أنفسهم على العمل لساعات أطول ليبقوا أنفسهم واقفين على قدميهم، بدلاً من أخذ إجازة.
بخلاف الضرورة المالية الملحة، لماذا قد يجبر الناس أنفسهم على العمل عندما يكونون مرضى؟
تقول جيسيكا بروير خبيرة إستراتيجية الموارد البشرية ومدربة تطوير القيادة لموقع مترو إن الموظفين يشعرون بثقل المسؤولية بشكل حاد، خاصة عندما يكونون في شركة صغيرة، وتضيف أن هناك خوفًا من أنه إذا توقفوا عن العمل فسوف يتراكم عليهم وسيضطرون إلى العمل بجهد مضاعف عند عودتهم.
هناك أيضا بعض الضغوط الداخلية وهي كالآتي:
الشعور بالذنب والإحراج عند خذلان الزملاء يمكن اعتبار هذا الشعور بالذنب أكثر إرهاقًا من الذهاب إلى العمل عندما تكون مريضا.
الشعور بالحاجة إلى القدوة للآخرين في المنزل أو العمل.
بينما تشمل الضغوط الخارجية:
عدم الرغبة في أن يُنظر إليها على أنك الحلقة الضعيفة في ثقافة ذات طبيعة تنافسية
عدم الرغبة في أن يتفوق عليك أقرانك في السباق من أجل كسب رئيسك في العمل
ضغوط مالية
زيادة الأعباء وعدم القدرة على التغيب عن العمل خوفًا من التخلف عن الركب.