تزامنًا مع ذكرى رحيله.. تعرف على الأنبا موسى الأسود
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم ذكرى القديس القوي الأنبا موسى الأسود
وقال ماجد كامل، الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: "إنه يعتبر القديس القوى الأنبا موسى الأسود من أشهر قديسي التوبة في كل العصور فهو يعتبر رمز قوي للتحول الكامل من حياة الشر والجريمة إلى حياة الطهارة والنقاوة تاريخ ميلاده غير معروف على وجه الدقة فهو يقع ما بين أعوام 330 : 340 من أصل إثيوبي "وقيل أيضًا نوبي" ولعل هذا هو السبب في لقب "الأسود" الذي أشتهر به ويبدو أنه كان عبدًا لشيخ قبيلة تعبد الشمس.
وتابع: "لكن سيده من فرط شروره طرده من خدمته فعمل بأعمال النهب والقتل، وساعده على ذلك أنه كان يتمتع بقوة بدنية كبيرة؛ وبسبب هذه المؤهلات صار رئيس عصابة قطاع طرق.
وتابع: “وتوجه إلي برية شيهيت حاملًا سيفه معه وهناك تقابل مع القديس إيسيذورس قس القلالي فأخذ القديس يسأله عن حياته؛ فاعترف له تفصيليًا بكل ما فعله من شرور وآثام، فقام القديس ووعظه وكلمه عن العذاب الأبدي المنتظر للأشرار، فارتعب موسى من كلامه وأخذ يبكي بمرارة أمامه وطلب منه الصلاة لأجله لكي يغفر الله له كل ما فعله من جرائم”.
مضيفًا: واصطحبه القديس إلى القديس العظيم مكاريوس الكبير أب برية شيهيت كلها، وأمامه اعترف موسى تفصيليًا بكل جرائمه بصوت عالٍ في توبة ودموع، فاحتضنه القديس مكاريوس وتولاه برعايته وأخذ يعظه ويعلمه برفق ثم سلمه إلى القديس الأنبا إيسيذوروس لكي يتبناه ويرعاه".
مُستكملاً: "وبعد فترة طلب موسى من القديس إيسيذوروس أن يصير راهبًا مثلهم فشرح له القديس صعوبة حياة الرهبنة ونصحه أنه من الأفضل له أن يذهب إلي المدينة ليعيش فيها، فبكى موسى أمامه وتوسل إليه بدموع أن يقبله في حياة الرهبنة وهنا أرسله القديس مرة أخرى إلى القديس مكاريوس الكبير وأخبره برغبة موسى الأسود في الرهبنة، فوقف موسى في الكنيسة أمام الرهبان كلهم واعترف بجميع جرائمه علناً، وكان القديس مكاريوس أثناء الاعتراف يرى لوحًا عليه كتابة سوداء.
مضيفًا: وكلما اعترف موسى بخطية مسحها الملاك حتى إذا انتهى الاعتراف وجد اللوح قد صار أبيض كله وبعدها ألبسه القديس زي الرهبنة وبعدها واظب موسى على الصلاة والصوم والجهاد ضد الأفكار الشريرة وذات ليلة قام أربعة لصوص بالسطو على قلايته “صومعته الخاصة للصلاة”.
وتابع: وطلب الرهبان أن يرسموه قسًا، فتوجهوا إلي البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ23 من بطاركة الكنيسة القبطية بمدينة الإسكندرية وطلبوا منه رسامة الراهب موسى قسيسًا فوافق البطريرك عندما سمع عن جهاده وقام برسامته قسًا وبعد أن ألبسوه الثوب الأبيض الخاص بالقساوسة.
مضيفًا: “وذات يوم هجم البربر على الدير فطلب الرهبان من القديس موسى الأسود الهروب والنجاة بحياته ورفض الهروب فهجم البربر على الدير وقتلوه هو ومن كان معه من الرهبان وكان استشهاده في 1 يوليو عام 408 م وكان يبلغ من العمر ما بين الثامنة والسبعين أو الثامنة والثمانين تقريبًا”.