المطران عطا الله لكنيسة صربيا: دافعوا عن القدس وطالبوا بزوال الاحتلال
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، في كنيسة القيامة في القدس القديمة، وفدًا من الكنيسة الارثوذكسية الصربية، حيث ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء والترانيم أمام القبر المقدس.
قال المُطران في كلمته: «إننا نُرحب بكم، وأنتم تنتمون إلى كنيسة أرثوذكسية عريقة وشقيقة تربطنا وإياها أواصر الإيمان الواحد والهواجس المُشتركة، ومن خلالكم نبعث لبلدكم برسالة المحبة والأخوة والسلام، مؤكدين في هذا المكان المقدس على القيم المسيحية السامية التي يجب أن ننادي بها جميعًا، ولعل أهمها المحبة وأواصر الأخوة التي يجب أن تربطنا مع بعضنا البعض، وسعينا الدائم من أجل احترام الكرامة الإنسانية، وحرية الإنسان، والتي هي هبة إلهية، ومن يعتدي على الحرية البشرية، إنما يعتدي على الإرادة الإلهية التي خلقتنا أحرارًا، ولكي نعيش بكرامة، وليس في ظل استعمار واحتلال».
وأضاف: «نعرف جيدًا الظروف التي مرت بها بلادكم، ونتمنى بأن تقوم الكنيسة الصربية الأرثوذكسية الشقيقة، بدورها المأمول في تضميد الجراح، والتقارب بين كافة مُجتمعات بلدكم الطيب، ونبذ أي خطاب إقصائي لا يحترم التعددية الدينية، ويسيء للآخر الذي قد يختلف وإيانا في دينه أو مُعتقده، ولكننا في النهاية ننتمي جميعا إلى الأسرة البشرية الواحدة».
وتابع: «نمر في كنيستنا الارثوذكسية، في أوضاع غير مقبولة، فهناك انقسامات وتصدعات وخلافات في الجسد الكنسي الواحد، وأعتقد أن الحالة التي نمر بها يجب أن تعالج من قبل الحكماء، ومن قبل أولئك الذين يحبون هذه الكنيسة ومصلحتها، ووحدة أبنائها والتقارب والتعاون المنشود بين كافة الكنائس الشقيقة فيها».
وواصل: «نتمنى أن تنتهي الحرب في أوكرانيا، ونحن لسنا دعاة حروب وعنف وقتل وامتهان للكرامة الانسانية، وندرك جيدا بأن الوضع القائم حاليًا في أوكرانيا، أسبابه كثيرة ومتنوعة، ولكننا لسنا محللين سياسيين، ولسنا خبراء حرب فهذه ليست من المهام المناطة بنا، فنحن أُناس ننادي بالسلام والمحبة ونبذ الحروب والعنف والقتل في أي مكان في هذا العالم، ونتمنى منكم ومن كنيستكم الشقيقة، وأنا أعرف غبطة بطريرك صربيا عندما كنا طلابًا للاهوت في جامعة تسالونيكي، كما وأعرف عددًا من الأساقفة ومنهم لاهوتيين كبار في كنيستكم، وما اتمناه منكم ومن الإكليروس والشعب في كنيستكم الشقيقة، بأن تلتفتوا دومًا إلى القدس مدينة إيماننا والقدس بالنسبة إلينا هي ليست فقط المُقدسات التي تحجون إليها بكل ورع وخشوع، بل هي أيضًا الشعب، فالقدس بالنسبة إلينا هي المُقدسات والشعب، ولا يمكننا أن نتحدث عن المُقدسات بدون الشعب أو الشعب بدون المُقدسات».
وتابع: «دافعوا عن القدس وهي مدينة إيماننا، وطالبوا بأن تتحقق العدالة فيها، وأن تكون كما يجب أن تكون مدينة للسلام، والمحبة والتلاقي، وليس مدينة للصراع والعنف والكراهية، طالبوا بأن يزول الاحتلال الجاثم على صدورنا، والذي يستهدف القدس كلها بما في ذلك أوقافنا المسيحية، ودافعوا عن فلسطين، والتي هي قضية حق وعدالة، وهي قضية كافة الأحرار في عالمنا».