«طوق نجاة».. محللون سياسيون يتحدثون لـ«الدستور» فى الذكرى التاسعة للثورة
تمثل ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية طوق نجاة لمصر والمصريين، كما تعتبر لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث، حيث تلاحم الشعب والجيش للحفاظ على هوية مصر وشخصيتها كقائد للمنطقة العربية، وبيت كبير لكل عربي، حسبما أكد محللون سياسيون تحدثوا لـ"الدستور" في الذكرى التاسعة للثورة التي أنهت آمال الجماعة في السيطرة على مصر وشمال أفريقيا.
جماعة خبيثة
وقال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إنه مع كل ذكرى لثورة ٣٠ يونيو تكثر الأسئلة عن تحقيق مطالب المصريين من حراكهم السياسي الذي بدأ في 2011، وتحقق المطلب الأساسي المتمثل في حماية الدولة من الانهيار والسعي نحو الديمقراطية وإصلاح الحياة السياسية والتقدم الاقتصادي، والتخلص من محاولات تقسيم المجتمع المصري إو إرهابه بجماعات العنف والتطرف.
وأضاف نعمة، في تصريحات لـ"الدستور"، أن أفعال الرئيس عبدالفتاح السيسي كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال، فالرجل أنقذ مصر من شرور جماعة الإخوان الإرهابية المدعومة من دول تعادي القاهرة، وقام بدور بطولي مع القوات المسلحة في الحفاظ على هوية مصر ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.
وأشار إلى أن السيسي وقف كتفا بكتف مع الشعب المصري في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي، وخاض معركة تأخرت 80 عاما، لاجتثاث هذا الورم الخبيث من الجسد المصري بعدما وصل في غفلة من الزمن إلى السيطرة على السلطات بشكل هدد حياة المصريين وسلامة الدولة العربية الكبرى التي ينظر إليها باعتبارها حصنا لكل العرب.
وتابع نعمة بقوله، إن: الجيش المصري استطاع على مدار السنوات الماضية التصدي لمخططات الجماعة الخبيثة باقتدار كبير، وقدم الكثير من التضحيات والشهداء في سبيل حفظ أمن مصر وشعبها، لافتا إلى أن ثورة 30 يونيو شهدت مشاركة قطاعات كبيرة من المصريين، حتى أن بعض العرب المقيمين في القاهرة "وأنا منهم"، شاركنا في التظاهرات التي صاحبت الثورة.
مرحلة خطرة
وقال عضو المكتب السياسي لحزب السيادة الوطنية الليبي عبدالحميد القطروني، إن ثورة 30 يونيو غيرت مجرى الأمور، وأعادت المياه إلى مجاريها بعد انحراف جماعة الإخوان الإرهابية عن النهج الوطني.
وأضاف القطروني لـ"الدستور"، أن الثورة كانت عبارة عن تلاحم بين الجيش والشعب في مشهد حطم أحلام الإخوان ومن يقف خلفهم، في لحظة تاريخية حرجة استشعرت فيها قيادة القوات المسلحة خطورة المرحلة، واستطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان وزيرا حينها أن يعيد السلطة إلى الشعب المصري ويخلص المصريين من حكم الجماعة.
وتابع بقوله، إن: إخوان ليبيا مطلوب منهم تمويل خزانة الجماعة بالمال من أجل تنفيذ مخطط السيطرة على شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لكن القيادة المصرية بوقوفها إلى جانب الشعب الليبي ساعدت في تحقيق توازن قوي، تمثل في احتضانها الفرقاء السياسيين لإجراء الانتخابات الليبية المرتقبة.
وأكد القطروني، أن حب المال والسلطة عند الإخوان جعلهم يفرطون في السيادة الليبية، ويهربون أموال الليبيين للخارج، وتركوا الشعب بدون كهرباء أو خدمات أساسية، موجها التحية إلى الشعب المصري الذي اصطف بجانب قواته المسلحة في مواجهة المخططات الشريرة للإخوان وداعميهم.
فساد الإخوان
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الشعب التونسية محمد بوشنيبة، أن الإجابة عن سؤال ماذا لو بقي الإخوان في السلطة؟ يتطلب استحضار الذهنية الإخوانية وبنية التفكير الإخواني القائمة على تقديم مصالح الجماعة على حاجيات المجتمع، ولذلك نرى كم الخراب الاقتصادي وحجم الفساد في الدوائر الحكومية وسائر مؤسسات الدولة التونسية.
وأضاف بوشنيبة لـ"الدستور"، أن: الكثير من قيادات الإخوان في مصر وتونس باتوا مطلولبين للعدالة في قضايا فساد وتبييض أموال واستغلال نفوذ، وغيرها، ومثال ذلك رئيس الحكومة الإخواني الأسبق حمادي الجبالي الموقوف حاليا على ذمة التحقيق في مثل هذه القضايا في ما يعرف بقضية "جمعية نماء تونس".
وأشار إلى أن الإخوان لا يتعلمون من دروس التاريخ، ولا يمكنهم تغيير الذهنية التي انبنت عليها الجماعة، فذهنية الغنيمة والولاء للجماعة مقدم على أي ولاء آخر، ولو كان للوطن الذي لا يؤمنون به ولا يعيرونه أية أهمية، إذ هو في نظرهم لا يزيد عن كونه حفنة من تراب.
وأكد أن هذه الذهنية تمنعهم من تغيير سياساتهم، فيحافظون على ذات السلوك تجاه الوطن والشعب والخصوم السياسيين، وبطبيعة الحال فإن ذات المنطلقات تؤدي إلى ذات النتائج.