الكنيسة الكاثوليكية تُحيى ذكرى الأسقف الشهيد القديس إيريناوس
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم الثلاثاء، ذكري القديس إيريناوس الأسقف الشهيد.
وروى الأب وليم عبدالمسيح سعيد – الفرنسيسكاني سيرته قائلا: "ولد القديس إيريناوس، الذي يشير اسمه إلى “السلام” حوالي السنة 140م في آسيا الصغرى. اتبع، في شبابه الأول، في إزمير، تعليم الأسقف الشيخ القديس بوليكاريوس الذي نقل التراث المقتبل من القديس الرسول يوحنا الحبيب. هكذا تعلم حفظ الأمانة للتراث الرسولي في الكنيسة".
وتابع: "بعد أن أقام في رومية سيم كاهناً في كنيسة ليون بفرنسا، زمن اضطهاد الإمبراطور ماركوس أوريليوس، في حدود العام 177م، وبصفته كاهن تلك الكنيسة، نقل إلى البابا ألفتاريوس، في رومية، الرسالة العجيبة التي وجهها الشهداء القديسون في ليون إلى المسيحيين في آسيا وفيرجيا يصفون فيها جهاداتهم المجيدة لدحض شيعة مونتانوس الهرطوقية.والحق أن الشهداء يقوون على ضعف الجسد ويحتقرون الموت بقوة الروح القدس فإن بذل النفس هو الشهادة السامية للحق وعلامة غلبة الروح القدس على الجسد وعربون رجائنا بالقيامة إثر عودته إلى ليون خلف القديس بوتينوس الأسقف الذي اقتبل الشهادة رأساً لكنائس ليون وفيينا.
وأكمل الأب وليم عبدالمسيح: “كأسقف، استلم إيريناوس من التقليد الرسولي ”موهبة الحق الأكيدة” ليذيع ويفسر الإنجيل. كرس حياته، مذ ذاك، للشهادة الحق، على غرار الشهداء، لذا علم: “علينا أن نحب بأقصى غيرة ما هو من الكنيسة والإمساك، بقوة، بتقليد الحق، عمل بهمة لا تعرف الكلل في هداية الشعوب البربرية إلى الإيمان. رعايته شملت كل الكنيسة".
وواصل: “على هذا كتب إلى أسقف رومية، فيكتور باسم أساقفة بلاد الغال، وقد كان متقدماً بينهم، ليقنعه بعدم قطع الشركة مع كنائس آسيا الصغرى التي كانت تحتفل بعيد الفصح في اليوم الرابع عشر من شهر أبريل فلأن هذه العادة القديمة انتقلت من الذين تقدمونا فحفظوها وحفظوا السلام حيال الآخرين فإنه لا شيء يلزم بفرض الوحدة في الممارسة”.
وتابع: “تعود شهرة القديس إيريناوس إلى مؤلفه “ضد الهرطقات” الذي يتناول فيه الغنوصيون ذوي الاسم الكاذب. هؤلاء هم الذين يستمدون معرفتهم المزعومة من التركيبات الذهنية المنحرفة والأساطير. الغنوصة معناها المعرفة. القديس إيريناوس، بعد أن شاء أن ينقض طروحات الغنوصيين مبيناً هذيانيتها، يؤكد أن الغنوصة الأصلية هي العطية الفائقة للمحبة التي يُسبغها الروح القدس على المسيحيين في البنية الحية للكنيسة”.
واستطرد: “فقط في الكنيسة بإمكاننا أن نرتشف الماء الزلال الذي يجري من الجنب المطعون للمسيح ليعطي حياة أبدية. كل التعاليم الأخرى إن هي سوى آبار مشققة لا تضبط ماء. سعي قديس الله إلى دحض الهرطقات كان مناسبة لبسط إيمان الكنيسة القويم. ابتعد إيريناوس”.
وتابع: “بالنسبة للقديس إيريناوس، هو تلميذ من عرفوا الرسل، المعرفة هي محبة وهي تأليه للإنسان في شخص المسيح المخلص. تعليمه كان أكثر من دحض للعرفانية الباطلة للغنوصيين إذ شكل البذار الذي توسع فيه الآباء اللاحقون في كتاباتهم الملهمة من الله”.
واختتم روايته قائلًا: “بعد تدخل إيريناوس السلامي لدى فيكتور، أسقف رومية، واصل أعماله لتثبيت الكنيسة. وقد ورد أنه قضى شهيداً خلال حملة اضطهاد الإمبراطور سبتيموس ساويروس للمسيحيين، حوالي السنة 202م، لكن لم يحفظ التاريخ لنا أي تفصيل في هذا الشأن. أودع جسده مدفن كنيسة القديس يوحنا التي صارت، فيما بعد، على اسمه”.