في ذكرى رحيله.. القمص «قسطنطين موسى» أحد رواد مدارس الأحد
يوافق اليوم ذكرى رحيل القمص قسطنين موسى، الكاهن الذي ظهرت السيدة العذراء في عهده في كنيسة العذراء بالزيتون ومن الرعيل الأول في خدمة مدارس الأحد.
وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: “يعتبر القمص قسطنين موسى (1898 -1982 ) واحداً من أهم رواد الجيل الأول في مدارس الأحد، والكلية الإكليركية حيث شغل منصب مسجل الكلية الإكليركية لفترة طويلة”.
وتابع: أما عن القمص قسطنطين موسى نفسه إذ ولد عام 1898 وذكر ذات مرة في إحدى الحوارات الصحفية معه أن راهبا تقياً من دير السيدة العذراء المحرق يدعى "القمص حسب الله عبد الثالوث" زار مرة منزل الأسرة وكانت والدته حامل فيه، فقال لها الراهب "يا هيلانة في بطنك قسطنين وسسوف يصير قسيسا".
وأضاف أن والده كان دائم التردد على القديس العظيم الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة، وخلال عام 1909 قام الوالد باصحطاب الصبي قسطنين، وكان سنه في ذلك الوقت حوالي 11 سنة، وما أن رآه القديس الأنبا ابرآم حتى سر به، وقبله في جبينه وبارك نذره للكهنوت ثم صلى له صلاة طويلة فوق رأسه قال عنها القمص قسطنين "أنا لا زلت أشعر بيده فوق رأسي كأنما حدث هذا الآن".
وأوضح أنه خلال عام 1927 أعيد تشكيل الجنة العامة لمدارس الأحد للمرة الثانية كانت المرة الأولى خلال عام 1918 تكونت من مجموعة من الآباء الكهنة والخدام العلمانين، وكان قسسطنطين أفندي موسى واحدا من هؤلاء الخدام العلمانيين ولقد كانت مهمة قسطنين أفندي هى الاتصال بين جميع فروع مدارس الأحد، وكان يعد البرامج ويرسل صور الدروس ويراقب ويتابع التنفيذ.
شارك مع القمص إبراهيم لوقا في تأسيس جماعة الإصلاح الديني حيث قامت بإصدار منشور بابوي وقع عليه قداسة البابا كيرلس الخامس بضرورة مراعاة آداب الحشمة في الملابس داخل الكنائس، وآداب حضور الكنيسة.
واستكمل وفي عام 1929 اختاره الأرشيدياكون حبيب جرجس ليكون ضابط ومسجل الكلية الإكليركية فكان يقوم بالإشراف على الطلبة المقيمين بالمبنى الداخلي للإكليركية، كما أختير ليكون مراقباً ومشرفاً لمنازل الطلبة الغرباء اشرافا روحيا واجتماعيا .
وكان عضوا في لجنة وضع مناهج الدين المسيحي في المدارس الثانوية، ففي 31 ديسمبر 1934 أرسل البابا يؤانس التاسع عشر خطابا إلى أحمد نجيب الهلالي وزير المعارف العمومية في ذلك الوقت يطالبه فيه بتدريس الدين المسيحي في المدارس الأميرية، وبعد موافقة السيد الوزير كون البابا يؤانس التاسع عشر لجنة لإعداد المناهج الجديد أوضع هذه المناهج.
واستطرد أنه في عام 1938 قدم طلبة الكلية الإكليركية وأعضاء المجلس الإكليركي وأعضاء المجلس الملي العام تزكية الي قداسة البابا يؤانس التاسع عشر رسامته كاهنا على الكلية الإكليركية بمهمشة، وبالفعل تمت الرسامة على يد الأنبا ياكوبس مطران القدس في 22 مايو 1938، وفي عام 1948.
بدأت خدمته المباركة في كنيسة السيدة العذراء بالزيتون وتحديدا ليلة عيد الميلاد المجيد حيث كلفه قداسة البابا يوساب الثاني بقراءة رسالة عيد الميلاد المجيد في كنيسة الزيتون فاعجب به شعب كنيسة الزيتون وجمعوا تزكيات لبدء خدمته في كنيسة العذراء بالزيتون؛ فوافق البابا علي هذا الأمر وأصدر قرارا بنقله إلى كنيسة العذراء بالزيتون ليبدأ خدمته في هذه الكنيسة الصغيرة.
وتابع: كان باكورة قرارات البابا شنودة الثالث فور اعتلائه السدة المرقسية هو أن أصدر قرارا بعودة القمص قسطنين فورا الي خدمته في الزيتون ولقد أستمرت خدمة أبونا قسطنطين المباركة في الزيتون خلال حقبة السبعينات. ويوم الاثنين 28 يونيو 1982 رحل القمص قسطنين عن عمر يناهز 84 عاما تقريبا.
ثم قام الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي بالاشتراك مع الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف الراحل بترأس صلاة الجناز ودفن جسده في مدفن خاص تحت مذبح كنيسة السيدة العذراء الظهور بالزيتون.