الكنيسة الكاثوليكية تُحيى ذكرى القديسة ماريا غوادالوبى غارسيا زافالا العذراء
تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى القديسة ماريا غوادالوبي غارسيا زافالا العذراء، إذ روى الأب وليم عبدالمسيح سعيد- الفرنسيسكاني، سيرتها قائلاً: ولدت أناستاسيا غوادالوبي غارسيا زافالا في 27 أبريل 1878م، في زابوبان خاليسكو بالمكسيك، كان والدها يدعى فورتينو جارسيا ويمتلك متجراً لبيع الهدايا الدينية أمام كنيسة سيدة زابوبان، لذا كانت لوبيتا الصغيرة تزور الكنيسة كثيرًا، ومنذ سن مبكرة أظهرت حبًا كبيرًا للفقراء وللأعمال الخيرية.
وتابع: كانت لوبيتا شابة جميلة جداً ومحبوبة وبسيطة وشفافة في أسلوبها، ودودة مع الجميع، وكانت مخطوبة لشاب يدعى غوستافو أريولا، ولكنها شعرت بالدعوة إلى تكريس حياتها لخدمة الفقراء والمرضى، فتركت خطيبها، فقد تحدثت مع مرشدها الروحي الأب سيبريانو إينيغيز، فأخبرها بأنه يرغب في تأسيس جمعية رهبانية لخدمة المرضى في المستشفيات، في 13 أكتوبر 1901 قاما بتأسيس جمعية خادمات القديسة مارغريتا ماريا والفقراء.
مضيفًا: اختارت اسم ماريا غوادالوبي غارسيا زافالا، واشتهرت باسم لوبيتا.. لقد كانت تركع في المستشفى أمام المرضى والمتروكين لتخدمهم بحنان ورأفة، تم انتخاب الأم لوبيتا رئيسة عامة للرهبنة الناشئة، وظلت طوال حياتها في هذا المنصب، وعلى الرغم من أنها جاءت من عائلة ثرية، فقد عرفت كيف تتكيف بفرح مع حياة التقشف والفقر وعلّمت الراهبات حب الفقر لكي يكونوا قادرين على تكريس أنفسهم بشكل أفضل للعجزة والمرضى، وتعرض المستشفى لصعوبات اقتصادية شديدة، فطلبت الأم لوبيتا من مديرها الروحي الإذن بالتسول في الشارع، وحصلت على الإذن، وخرجت مع راهباتها إلى الشوارع للتسول عدة سنوات وطرقت جميع الأبواب طلباً للمساعدة، حتى استطاعت حل الصعوبات.
موضحًا: كانت تقوم بمساعدة الكهنة في الرعايا المجاورة وتقدم التعليم المسيحي للأطفال هناك.. كان الوضع السياسي والديني في المكسيك خطيرًا منذ عام 1911، مع سقوط الرئيس بورفيريو دياز حتى عام 1936 تقريبًا، فتعرضت الكنيسة للاضطهاد من قبل الثوار، خلال هذه الفترة من الاضطهاد ضد الكنيسة الكاثوليكية في المكسيك قامت الأم لوبيتا، مخاطرة بحياتها وحياة رفاقها، بإخفاء بعض الكهنة داخل المستشفى وكذلك رئيس أساقفة غوادالاخارا، إلا أن جمعيتها الخيرية المسيحية دفعتها إلى مداواة الجرحى من الثوار والترحيب بهم في مستشفاها وتمريضهم وإطعامهم، بعد عام 1936م توقف الاضطهاد ضد رجال الدين وتمكنت الأم لوبيتا من استئناف أنشطتها بشكل قانوني، خلال حياة الأم لوبيتا تم افتتاح 11 مؤسسة في جمهورية المكسيك، وبعد وفاتها استمرت الرهبنة في النمو؛ حاليًا يمتلك خدام سانتا مارغريتا والفقراء 22 مؤسسة في المكسيك وبيرو وأيسلندا واليونان وإيطاليا، كما أنها كانت موضع تقدير كبير من قبل السكان، سواء أكانوا فقراء أم أغنياء، الذين جاءوا ليطلبوا منها النصيحة.
مختتمًا: في 13 أكتوبر 1961، احتفلت جماعة خدام القديسة مارغريت والفقراء باليوبيل الماسي للأم لوبيتا، والذكرى الستين لتكريسها الرهباني؛ لكنها كانت تبلغ من العمر 83 عاما، في العامين الأخيرين من حياتها عانىت بشكل كبير من أمراض القلب الحادة، ومرض السكري، فرحلت في 24 يونيو 1963م في غوادالاخارا، خاليسكو، المكسيك، عن عمر يناهز 85 عامًا، وتم تطويبها من قبل البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 25 أبريل 2004م خلال يوم الأحد الثالث من عيد الفصح، وأعلن قداستها البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في روما في 12 مايو 2013م.