خبراء يوضحون ماذا تعكس مشاركة مصر في المنتدى الاقتصادي الروسي ونتائجها المتوقعة؟
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي عبر الفيديو كونفرانس، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي، مؤكدا أن جمهورية مصر العربية تعتز بعلاقات الصداقة التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، كما تعتز بالتطور الملموس الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة في العديد من القطاعات الحيوية لاقتصاد البلدين، ولرفاهية الشعبين.
بدورها، تواصلت "الدستور" مع خبراء اقتصاد لمعرفة النتائج المتوقعة من هذه المشاركة، ودورها في تعزيز التبادل التجاري بين مصر وروسيا.
مشاركة مصر دليل على قوة اقتصادها
الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، قال إن مشاركة مصر في منتدى روسيا الاقتصادي دليل على قوة ومكانة مصر الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدا أن هناك علاقات تاريخية وطيدة بين الجانبين المصري والروسي في العديد من العلاقات.
وأوضح خضر، أن هذا المنتدى سيخلق تعزيز فرص الدولة المصرية في جذب مزيد من الاستثمارات، خاصة أن بلادنا تقدم العديد من الحوافز التشجيعية للمستثمرين، ما يساهم في فتح آفاق استثمارية جديدة مع الجانب الروسي في ظل التوترات والصراعات التجارية السائدة في العالم.
واستكمل: “الاتجاه إلى التعامل بعملة روسيا الروبل في حركة التجارة الدولية يساهم في امتصاص الأزمات ومواجهتها، في ظل الهيمنة الدولارية على اقتصاد العالم والتي أدت إلى زيادة حدة وتفاقم الأزمات، لذلك استخدام العملات الأخرى سيؤدي إلى تغيير خريطة العملات المالية وتنوعها في حركة التجارة وانعدام السيطرة على الأسواق الدولية خلال الفترة القادمة”.
تعزيز التبادل التجاري مع مصر بوابة أفريقيا
وفي سياق متصل، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن المنتدى الاقتصادي الروسي الكسبان الأكبر فيه هو روسيا نفسها في وضعها الحالي بسبب العقوبات المتبادلة ما بينها وبين الغرب، لذلك تبحث عن أسواق جديدة وزيادة حجم التبادل التجاري ما بينها وبين شركائها التجاريين سواء في أفريقيا أو آسيا، من أجل تقليل الخسائر نتيجة العلاقات المقطوعة ما بينها وبين الاتحاد الأوروبي.
وعن دعوة مصر للمشاركة في هذا المنتدى، أكد أن العلاقات التجارية ما بين مصر وروسيا تاريخية، وتحاول الأخيرة زيادة حجم التبادل التجاري ما بينها وبين مصر، بالإضافة إلى الاستثمارات المشتركة، خاصة وأنها تنظر لمصر على أنها بوابة لأفريقيا وهو اتجاه يجعل الطرفين يربحان ويحققان مصالح مشتركة.
وتابع الإدريسي أن مصر في أشد الاحتياج للاستثمارات الروسية والقمح الروسي والحبوب كذلك وهذه المشاركة تعالج الكثير من المشاكل الموجودة على مستوى ارتفاع معدلات التضخم، وكذلك توفير وتأمين لسلع غذائية وأساسية من قمح وحبوب وزيوت وقائمة أخرى كبيرة، وبالتوازي يأتي دور ملف السياحة الروسية للتحرك في السياق نفسه لتبادل المصالح.
وأشار إلى أن روسيا لديها فائض كبير في الإنتاج مع قطع العلاقات ما بينها وبين الاتحاد الأوروبي وأمريكا فهذا أثر عليها بالسلب، فعلى سبيل المثال روسيا لديها ٥٠ مليون طن قمح مستعدة لتقديمه للتصدير وبسبب العقوبات المفروضة عليها فهناك نسبة تصل لأكثر من ٢٠ مليون معرض للفساد بسبب المعوقات الخاصة بالتصدير، في ظل أن العالم يواجه أزمة حقيقية في تأمين الحصول على الغذاء وارتفاع تكلفته، وبالتالي بدأت روسيا في التحرك لإعادة حركة التبادل التجاري وبالنسبة لها مصر أكبر دولة مستوردة للقمح على مستوى العالم وبالتالي تمثل لهم فرصة مهمة لدعوتها للمشاركة وتوسيع حركة التجارة.
وأكد الخبير الاقتصادي أن هذه المشاركة لمصر في المنتدى الاقتصادي الروسي هي مصلحة مشتركة وليست مصر فقط من تحتاج لهذه المشاركة بل هم الأكثر حاجة لنا ولدعوتنا ومشاركتنا في المنتدى لبحث سبل التبادل التجاري وعدم تعرضهم لخسائر فادحة.
وذكر أن هناك فرصة يمكن أن نستغلها كما استغلتها الهند ففي الفترة الأخيرة مع وقف استيراد النفط الروسي من جانب الاتحاد الأوروبي فكان الاتجاه الآخر ببيع هذا النفط للهند والصين الذين يشترون بأسعار أقل من الأسعار العالمية فبرميل البترول يتم شراءه ب ١٢٥ دولارا في حين تشتري الصين والهند البرميل بسعر في حدود ٧٣ دولارا وهو ما تم إعلانه رسميا من روسيا.
وتابع: وهو ما كان يسبب لهم الخسائر بالطبع ولكن لإعادة حركة التجارة في ظل العقوبات وكذلك فائض الإنتاج الذي يجب أن تخرجه لأن الأمر ليس مرتبط فقط بتحقيق المكاسب وعمليات البيع بل مرتبط أيضا بالشركات والعمالة ومعدلات بطالة تسعى لتقليله.
ولفت الإدريسي إلى أنه يمكن استغلال هذه الفرصة في تقييم الأسعار بشكل يناسب الجانبين وكذلك وضع العملة المستخدمة في عملية التجارة فأصبحنا غير مرتبطين للاعتماد على الدولار في التجارة في ظل الاعتماد على عملة الروبل وتبادل العملات المحلية وهو الأمر الأفضل من الدولار الذي أصبح يلمس السماء في ارتفاعاته وسيرتفع مرة أخرى من البنك الفيدرالي.
وأضاف أنه أصبح لا يمكن الضغط على الاقتصاد المصري لاستخدام الدولار فهناك فرصة لاستخدام عملة أخرى مثل الروبل وهو ما توجهت له بعض الدول العربية مثل السعودية، وعند الحديث عن منظمة التجارة العالمية هل ستسمح لمصر بالدخول في تبادلات مع روسيا في ظل العقوبات المفروضة فهناك استثناءات فعندما يتواجد أزمة غذاء يبدأ أن يكون هناك استثناءات لان قرارات منظمة التجارة غير ملزمة بدليل أن مصر والهند أعلنوا وقف تصدير مجموعة من السلع للحفاظ على احتياجات السوق المحلي.