عطا الله حنا: اللاجئون الفلسطينيون خيارهم الوحيد هو العودة إلى وطنهم
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم رسالة إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وذلك عبر مشاركته في ندوة تلفزيونية حول واقع اللاجئين الفلسطينيين هناك .
ووجه التحية لكافة الفلسطينيين اللاجئين الصامدين والمرابطين والمتشبثين بحق عودتهم الى الوطن السليب وهم في مخيمات اللجوء، مؤكدا بأن المخيمات إنما هي مرحلة تنتهي مع العودة الى الوطن واللاجئ الفلسطيني انما هو في وضع وفي حالة ينتظر فيها تحقيق حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم .
وتابع: لن يبقى اللاجئون في مخيماتهم وهم لا يريدون ذلك، وهدفهم الأساسي هو أن يعودوا الى المدن والقرى والبلدات التي شردوا منها اثر نكبة عام 1948 .
اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات يعيشون حالة انتظار وتوقع لتحقيق هدف يتطلع له كافة الفلسطينيين في المخيمات وفي بلاد الانتشار فحق العودة هو حق ثابت لا يسقط بالتقادم، ولكن ريثما تتحقق العودة المنشودة التي يتمناها كل فلسطيني يجب أن يُعامل هؤلاء الفلسطينيين بإنسانية وأن تصان حقوقهم وأن تقدم لهم كل المتطلبات الحياتية المطلوبة لكي يعيشوا بشكل طبيعي، ريثما يتحقق حلم العودة .
مضيفا: أن أوضاع المخيمات في لبنان مأساوية وكلنا نعلم ما تعانيه هذه المخيمات فكفى ما حل بشعبنا من نكبات ونكسات ومظالم ونعتقد بأنه يجب تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء اللاجئين، ولكن كل هذا ليس بديلا عن الهدف الأهم والأسمى إلا وهو حق العودة الى فلسطين الأرض المقدسة.
وتابع: أن اللاجئين الفلسطينيين هم بشر يحق لهم ان يعاملوا كالبشر وأن يعيشوا في اوضاع افضل مما هم عليه اليوم، حيث الفقر المطقع والبنية التحتية المترهلة كما وغيرها من المظاهر المآساوية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون هناك.
وواصل: اقول لاخوتنا اللبنانيين لا تخافوا من اللاجئين الفلسطينيين الذين ظلموا ونكبوا عام 48 بل خافوا من بعض المسئولين اللبنانيين الذين هم على استعداد لبيع لبنان ومصالحه من اجل تحقيق مصالحهم ومآربهم الشخصية .
موضحا: مخطئ من يظن أن اللاجئ الفلسطيني هو عبء على لبنان فاللاجئ الفلسطيني هو بركة للبنان وكلكم تعلمون ما قدمه الفلسطينيون للبنان وأتمنى من بعض اللبنانيين أن يشخصوا مشاكلهم الداخلية بشكل اكثر دقة فمشكلة لبنان هي في نظامه السياسي وفي بعض شخصياته السياسية التي تعيش على حساب الشعب الذي يتضور جوعا ويعاني من الاوضاع الاقتصادية المأساوية .
وتابع: اقول للاخوة اللبنانيين لا تجعلوا نظرتكم سلبية للاجىء الفلسطيني الوفي للبنان الذي احتضن القضية الفلسطينية منذ عام 48 وإذا ما كان هنالك فلسطينيون قد اخطئوا التقدير في وقت من الاوقات فلا يجوز تعميم هذه الظاهرة واتهام كل الفلسطينيين بذلك، فالفلسطينيون هم ضحية للظلم التاريخي الذي حل بهم وقضيتهم هي قضية كل انسان حر في هذا العالم .
موضحا: نقف إجلالا ووفاء للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي غيرها من الاماكن فحيثما هنالك لاجئون هنالك آلام وأحزان ومعاناة ولكن هناك أيضا أملا كبيرا بتحقيق طموح وتطلع هذا الشعب نحو الحرية والعودة الى الوطن السليب نحبكم يا ايها اللبنانيون ونتمنى لبلدكم الطيب ان يكون في خير وازدهار وسلام ولم تكن مشكلتكم في يوم من الايام مع اللاجئ الفلسطيني، والمثقفون والمدركون لبواطن الامور يدركون اين هي مواضع الخلل ومن هم المسببون الحقيقيون لكل مشاكل لبنان الاقتصادية وغيرها.
مختتما: لا تجعلوا من المخيمات واللاجئين شماعة تعلقون عليها كل مشاكلكم فاللاجئ الفلسطيني عندكم يستحق كل المؤازرة والتضامن والمعونة وكل هذا حتى يعود إلى بلده والى وطنه فلا بديل أمام اللاجئ الفلسطيني إلا العودة إلى وطنه وأرضه المقدسة .