اليوم.. الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس اليشاع النبي
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى القديس اليشاع النبي، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاَ: أليشع، الإسم معناه "الله يساعد" أو "الله يخلص". هو أحد أنبياء مملكة الشمال، إسرائيل - وعاصمتها السامرة-، ابن شافاط وتلميذ إيليا النبي وخليفته. تنبأ على مدى خمسين سنة تقريبا، بين العامين 850 و800 ق. م، خلال فترات حكم كل من الملوك يورام وياهو ويوآحازويوآش. فاق معلمه، إيليا، بعدد المعجزات التي أتاها، بنعمة الله، وطابعها المدهش، لكن بقيت شخصية إيليا أثبت وأرسخ في وجدان اللاحقين.
وتابع: ففيما يُذكر إيليا ثلاثين مرة في أسفار العهد الجديد لا يُذكر أليشع سوى مرة واحدة. كان أليشع، يلبس ملابس عادية كسائر الناس، وكان أصلع ويحمل عكازا، فيما كان إيليا رجلا أشعر يتمنطق بمنطقة من جلد على حقويه. كذلك كان لأليشع بيته الخاص في السامرة وكان الشيوخ يجلسون إليه. وقد خصصت له أسرة شونمية غرفة في بيتها ينزل فيها ويأكل خبزا كلما عبر بشونم. وقد ورد أن روح النبوة كان يحل عليه، أحيانا، على عزف العود.
وتابع: إيليا هو ماسح أليشع نبيا عوضا عنه بأمر الله. كان أليشع رجل ثري، من سبط يسّاكر. وقد أقام في آبل محولة في وادي الأردن. لما لقيه إيليا، أول أمره، كان يحرث وقدامه إثنا عشر فدّان بقر وهو مع الثاني عشر. فما كان من إيليا سوى أن مرّ به وطرح رداءه عليه. للحال ترك البقر ولحق به وسأله: "دعني أقبّل أبي وامي وأسير وراءك". فقال له: "اذهب راجعا لأني ماذا فعلت لك؟". فرجع وأخذ زوج فدادين وذبحهما وسلق اللحم وأعطى الشعب فأكلوا ثم قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه.
مضيفا: دامت خدمة أليشع لإيليا ثمان سنوات. فلما دنت ساعة مغادرة إيليا عبرالأردن معا على اليَبَس، قال إيليا لأليشع: "اطلب ماذا أفعل لك قبل أن أُؤخذ عنك". فقال: "ليكن نصيب اثنين من روحك عليّ". فأجاب إيليا: "صعّبت السؤال. فإن رأيتني أُؤخذ عنك يكون لك كذلك وإلاّ فلا يكون". وفيما هما يسيران فصلت مركبة نارية وخيل من نار ما بينهما وصعد إيليا في العاصفة إلى السماء. "وكان أليشع ينظر وهو يصرخ يا أبي، يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يره بعد". فأمسك أليشع ثيابه ومزّقها قطعتين ثم رفع رداء إيليا الذي كان قد سقط عنه ورجع ووقف قبالة الأردن وضرب الماء بالرداء فانفلق فعبر. الأنبياء الذين كانوا في أريحا قبالته قالوا: "قد استقرّت روح إيليا على أليشع. فجاؤوا للقائه وسجوا له إلى الأرض".
واختتم: يسجل لنا العهد القديم معجزات قام بها اليشاع أكثر من أي نبي آخر، وهذا ليظهر أن الرب هو الإله الواحد الحقيقي . كانت بعض هذه المعجزات شبيهة بتلك التى قام بها المسيح ، منها أنه أبرأ المياه في نبع عند اريحا ، وزاد زيت الأرملة على يديه، وبصلاته عادت الحياة إلى طفل ، وأطعم مئة رجل بعشرين رغيف شعير وأخيراً نعمان السوري أن يغتسل في الأردن ليبرأ من برصه وأخيراً بعد وفاته أوتي بميت ووضع في نفس القبر معه فعادت الحياة إلى جسم ذلك الميت حالما مس جثمانه عظام النبي.