الجمعيات الزراعية تكشف أسباب انخفاض أسعار البطيخ والمشمش والبطاطس
شهدت أسعار الخضر والفاكهة انخفاضا كبيرا نتيجة زيادة فى الإنتاج والتغيرات المناخية التى كانت سببا فى التأثير الكبير على الإنتاج، سواء كان بالسلب أو الإيجاب، خاصة من المحاصيل التى تضررت من انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.
وطالبت الجمعيات الزراعية بإبرام زراعات تعاقدية مع المزارعين للحد من الانخفاض في أسعار الخضر والفاكهة، حيث شهدت الأسواق انخفاضا في أسعار البطيخ والمشمش والخوخ والبطاطس نتيجة زيادة الإنتاج والتغيرات المناخية والتي جاءت في صالح العملية الإنتاجية، وكذا التوسع الرأسي الزراعي والأفقي في مشروعات الاستصلاح الزراعي الجديدة.
وقال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة، إن أسعار السلع الزراعية تتسم بالتقلبات السعرية نتيجة مرونة العرض والطلب وخضوعها للآثار البيولوجية والتقلبات المناخية، حيث إن الأسعار ترتفع بشكل كبير غير مبرر، كما أنه في مواسم أخرى تنخفض الأسعار، وقد لا تغطى تكلفة حصادها وتسويقها، وهذه الظاهر متأصلة فى القطاع الزراعى فضلا عن موسمية الإنتاج، لذا تتسم السلع الزراعية، سواء الخضر أو الفاكهة، بموسم الإنتاج وبالتالي ترتفع الأسعار فى بداية الموسم وتنخفض الأسعار بشدة فى وسط الموسم، وذلك فضلا عن شدة قابلية سلع الخضر والفاكهة للتلف.
وأوضح كمال أن هناك ما يشير إلى أن أزمة الغذاء العالمية مستمرة على الأقل خلال الأمد القصير والمتوسط نتيجة الأزمات التى تحدث فى العالم، سواء من أزمة الكورونا ثم أزمة سلاسل الإمداد، ثم الأزمة الروسية- الأوكرانية، مشيرا إلى أنه يتم فى مصر العمل على مواجهة الأزمات من خلال سياسة زراعية تعتمد على التوسع الرأسي والأفقى والعمل على توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة.
وأكد أهمية دور الحكومة في توفير الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة والمهنية، والعمل على توفير السلع من خلال نشر منافذ البيع على مستوى المناطق الجغرافية المختلفة، بما فيها المناطق النائية والبعيدة.
- العرض والطلب:
وأشار الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إلى أن أسباب انخفاض الأسعار فى الخضر والفاكهة تعود إلى زيادة المعروض عن الطلب خاصة أنه ليس هناك توازن بين العرض والطلب، وهذه ظاهرة ليست جديدة نتيجة مواسم السلع، وهذا يحتاج إلى مجالس سلعية دائمة تضم كل المنتجين والمصدرين والتجار والمصنعين وهذه المجالس توجد فى الدول المتقدمة.
وأضاف "صيام" أنه على الحكومة أن تساعد فى تنظيم الأسواق ولا تترك السلع للعرض والطلب فهى شريكة فى الموضوع، ولا بد من إنشاء مجالس سلعية وأن تكون الحكومة ممثلة فى هذه المجالس لأن من مسئولياتها تقليل تقلبات الأسعار والعمل على استقرارها وهذا يخدم المنتج والمستهلك، مؤكدا أهمية الزراعة التعاقدية حيث إن الزراعة التعاقدية تتجاوز كل الوسطاء وشبكة التجار، ولا بد للحكومة أن تقوم بعمل سياسات تتفادى الأزمات من خلال سياسات الإنتاج والتخزين الاستراتيجي من خلال رفع طاقة التخزين الاستراتيجي إلى عام على الأقل.
وأشار جمال صيام إلى أهمية دور الجمعية الزراعية وعودتها إلى ممارسة نشاطها، الذي توقف منذ عام 1986 منذ فكرة تحرر الزراعة، والتي بموجبها فقدت الجمعية الزراعية دورها، حيث إنها هى الحل الوحيد لمساعدة المزارعين فى توريد منتجاتهم.
- انخفاض أسعار البطاطس والبطيخ والمشمش:
وقال أحمد الشربيني، عضو الاتحاد التعاونى الزراعى ورئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للبطاطس، إن انخفاض سعر الخضر والفاكهة يرجع لعدة أسباب، من أهمها أن المساحة المنزرعة كانت كبيرة لدرجة أنها وصلت إلى 105 آلاف فدان خاصة فى البطاطس، بالإضافة إلى أن المستورد من التقاوى وصل إلى 140 ألف طن على 105 آلاف فدان يساوي زيادة فى الإنتاج، وقد شهد هذا العام ارتفاع نسبة تصدير البطاطس حيث وصلت إلى 750 ألف طن.
وأضاف "الشربينى" أن الظروف المناخية الجيدة التى حدثت هذا العام بالنسبة لمحصول البطاطس أدت إلى زيادة فى الإنتاج بين 20% إلى 25%، لافتا إلى أن ضعف القوة الشرائية واحد من أهم الأسباب أيضا، حيث إن المواطن يذهب إلى شراء الأساسيات مما أدى إلى انخفاض في أسعار المنتجات الزراعية، كما أن الكميات المنتجة أكبر من كمية استيعاب السوق لها مع ضعف القوة الشرائية، وقد انعكس ذلك على أسعار الفاكهة، خاصة المشمش والبطيخ وغيرهما من الفواكه التي ارتفعت أسعارها العام الماضي، بينما انخفضت هذا العام مع ارتفاع أسعار اللحوم.
وأضاف المهندس محمود الطوخى، عضو الاتحاد التعاونى الزراعى ورئيس الجمعية العامة للخضر والفاكهة، أن أسباب تدنى أسعار الخضر والفاكهة تعود إلى أن العوامل المناخية ساعدت على عملية التزهير فى النبات مما أدى إلى زيادة الإنتاج بعكس العام الماضى الذى اتسم بالجليد الذي أثر على الإنتاجية بشكل كبير، خاصة فى الفواكة والزيتون، فكانت العوامل الجوية ذات أثر كبير على كثير من المحاصيل.
- الصوب الزراعية:
وتابع الطوخى أن الحكومة بصدد زيادة فى إنشاء صوب جديدة فى العبور والفيوم سوف تصل إلى أكثر من 30 ألف صوبة زراعية سوف تساعد على زيادة في الإنتاج وتثبيت الأسعار، ولا بد من الزراعات التعاقدية ولا بد من صحوة كبرى في ظل هذه الأزمة من خلال التخطيط السليم والتركيز على الزراعات المجمعة فى ظل قزمية الحيازات الزراعية الصغيرة.
ويرى صفوت حماد، عضو الاتحاد التعاونى الزراعى وعضو الجمعية المركزية بالجيزة، أن الأسعار بالنسبة للبطاطس متوازنة هذا العام، وقد تم الانتهاء من عروة الشتاء بالجيزة أوائل شهر مايو الماضى، وسوف يتم زراعة العروة الجديدة مع بداية شهر أكتوبر القادم.
وأكد «حماد» أن هناك تتابعا فى المحافظات فى عملية تقليع المحصول من الأرض، وبالتالى نأمل ألا تحدث فجوة سعرية خلال الفترة المقبلة.
وأشار طلبة يونس، عضو الاتحاد التعاونى الزراعى عضو الجمعية العامة للخضر والفاكهة، إلى أن أسباب انخفاض أسعار الخضر والفاكهة هذا العام يعود إلى عدم التصدير بالإضافة إلى عملية العرض والطلب، حيث إن المعروض من الخضر والفاكهة كثير والطلب قليل، وقد امتلأت الثلاجات هذا العام من محصول البطاطس، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم الذى تعدى الـ170 جنيها للكيلو، مع ارتفاع أسعار الفائدة إلى جانب النقل والسولار وساعات الرى وارتفاع أسعار الأسمدة التى وصلت إلى 500 جنيه للشيكارة، وارتفاع أسعار المبيدات بسبب ارتفاع الدولار، وكل هذا أدى إلى الانخفاض الحاد فى أسعار الخضر والفاكهة.