أكبر خصومة خسرها الأدب العربى.. نجيب سرور يصف معركة العقاد وطه حسين
في عام 1977 كتب نجيب سرور مقالًا في مجلة الدوحة يتمنى فيه لو أن هناك خصومة كبيرة قامت بين قطبي الإبداع المصري طه حسين وعباس محمود العقاد.
وأرجع سرور السبب لأنه كان يحب أن يرى ثمار تلك المعركة، وكيف يمكن أن يستفيد منها الأدب العربي كله، وكيف كان سيحدث الأمر ضجة كبيرة جدا نظرا لقيمة الاثنين في الثقافة العربية، كما حدث قليلا مع معركة رسالة الغفران بين الاثنين والتي انتهت سريعا.
خصومة طه حسين والعقاد
كانت هناك خصومة قديمة كادت تحتدم لكن دخانها تلاشى سريعا بعد هدنة بين الطرفين، وذكر سرور الأسباب حين كتب العقاد عن الخيال في رسالة الغفران فقال: "إما أن ينظر إليها كأنها نفحة من نفحات الوحي الشعري على مثال ما نعرف في القصائد الكبرى التي يفتن في تمثيلها الشعراء والقصص التي يخترعونها اختراعا، وينظر إليها كأنها عمل من أعمال توليد الصور وإلباس المعاني المجردة لباس المدركات المحسوسة فليس ذلك حقا وليس في قولنا هذا غبن للمعري أو بخس لرسالة الغفران، كلا ولا هو يغضب المعري أن يقال هذا القول في رسالته.
ويؤكد العقاد: "أن رسالة الغفران نمط وحدها في آدابنا العربية واسلوب شائق ونسق طريف في النقد والرواية وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدا سبق المعري إليها اللهم غلا إذا استثنينا محاورات لوسيان في الأولمب والهاوية، وفذلكة جامعة لاشتات من نكات النحو واللغة، ذلك تقدير حق موجز لرسالة الغفران".
ـ كيف خالف طه حسين العقاد؟
استفزت الكلمة الدكتور طه حسين فكتب يقول: "ولكن الذي أخالف العقاد فيه مخالفة شديدة ه زعمه أن أبا العلاء لم ين صاحب خيال حقا في رسالة الغفران، هذا نكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد، نعم إن العقاد كاتب ماهر يحسن الاحتياط لنفسه، فهو بعد أن أنكر الخيال على ابي العلاء عاد فأثبت له منه حظا قليلا، لكنه يستطيع أن يخدع بهذا الاحتياط قارئا غيري، أما أنا فلن أنخدع له، فهو يكر على أبي العلاء أن يكون شاعرا عظيم الحظ من الخيال وهي رسالة الغفران "سنة سودة" كما يقول العامة، وهل يعلم العقاد أن دانتي إنما صار شاعرا نابغة خالدا على العصور والأجيال واثقا من إعجاب الناس جميعا بشيء يشبه من كل وجه رسالة الغفران هذه، استغفر الله، إن الأوروبيين الآن من يزعم أ، شاعر فلورنسا قد تأثر بشاعر المعرة قليلا أو كثيرا.