الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى الطوباوي رولاندو ماريا ريڤي
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم الأحد، ذكرى الطوباوي رولاندو ماريا ريڤي الطفل الإكليريكي.
وروي الأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني سيرته، قائلا: إسمه "رولاندو"ومعناه "الشهير في الأرض"، وُلِدَ في ريف سان ڤالنتينو الواقع عند سفوح تلال أپنيني بين نهري سيكيا وتريزينارو بشمال إيطاليا يوم 7 يناير 1931م، كطفل ثاني من أصل ثلاثة أطفال لأبٍ هو "روبرتو ريڤي" وأمٍ هي "ألبرتينا كانوڤي" ويعملان في الزراعة.
نال المعمودية في اليوم التالي لميلاده بإسم "رولاندو ماريا" عن يد كاهن رعيته الأب "لويچي لمّي".
وتابع: نمىَ وَعي رولاندو على ملاحظة والدته التي امتازت بهدوئها وبصلاحها وانفرادها للصلاة أكثر من مرة خلال اليوم، وفي هذا الجو الروحاني المملوء سلاماً تشكّلت شخصيته ونمى إيمانه بعظة عملية صامتة من الوالدة التقية.
مضيفا: كانت تصحبه والدته يومياً للقداس قبل توصيله إلى المدرسة والذهاب للعمل في الحقل مع شقيقه الأكبر "جويدو" وشقيقته الصغيرة "روزانا"، وصار يتناول الإفخارستيا يومياً بعد أن أدّىَ المناولة الاحتفالية.
كان فتىَ مملوء بالحيوية والفرح، يجمع بين شقاوة الأطفال وهدوء النفس في الصلاة، لاحظت جدته لأبيه السيدة "أنّا فيراري" شخصيته وامتزاج الشقاوة بالنقاء وأخبرته يوماً: "سوف تكون إما وَغداً أو قديساً يا روبرتو . لن تكون الشخص الوسط بين الخير والشر".
وتابع: التحق بمدرسة حكومية عام 1937م، ولاحظت معلمة التعليم المسيحي بمدرسته "أنطوانيت مافّي" وَرعه وامتلائه من حب الرب يسوع بفضل تربيته المنزلية الصالحة، كما لاحظت بذرة دعوة تكريس داخله وتوقعت أن يلتحق بالإكليركية ليصير كاهناً.
وأضاف: “يقول عنه معلميه وعائلته، أنه بعد أن نال المناولة الاحتفالية في 16 يونيو 1938م، صار أكثر نضجاً وهدوءاً، وتأكدت هذه الحالة مع نوال سر التثبيت (الميرون) عام 1940م”.
وواصل: "مع بداية عام 1934م، أصبح الأب "مارزوكيني أولينتو" كاهناً لرعية رولاندو بعد وفاة الأب "لويچي لمّي"، وقد صار الأب أولينتو هو المرشد الروحي للطفل بعد المناولة الاحتفالية، وصار منتظماً على ممارسة سرّ المصالحة اسبوعياً، ويخدم المذبح في كل قداس، ويتلقى المناولة بفرح.
وتابع: "بعمر الحادية عشر، صارح رولاندو والديه وجديه برغبته في الإلتحاق بالإكليركية ليصير كاهناً فقال: "أريد أن أصبح كاهناً لأنقذ نفوس كثيرة، سأذهب للبشارة بإسم يسوع ليكون معروفاً لأقصى مدى".
واستطرد: "لم تعارض العائلة التقية قرار ابنها، وألحقوه بعد انتهاء دراسته الإبتدائية بإكليركية مدينة كارپنيتي شمال إيطاليا، في 1 أكتوبر 1942م. منذ اليوم الأول له في الإكليركية إرتدى رولاندو الزي الكهنوتي، وكان فخوراً بهذا الزي لأنه يعني أنه صار مِلكاً ليسوع المسيح وكنيسته. كما صار الأب "ألفريدو كاستنيّتي" هو مرشده الروحي بالإكليركية".
واختتم: "في يونية 1944، أُجبِرَ رولاندو أن يوقف دراسته بعد أن تم تعليق الدراسة بالإكليركية، فعاد إلى بيت عائلته بعد أن تمكنت القوات النازية من احتلال إيطاليا. لكنه بقيَ طوال الوقت مرتدياً زيّه كطالب إكليريكي مُعتزّاً به، غير مستجيب لتحذيرات عائلته له بعدم ارتدائه حتى يُعرف مصير البلاد بعد الإحتلال النازي، بسبب علو نبرة معاداة الأديان، وأعمال العنف المتكررة ضد كل من يرتدي زيّ كهنوتي أو رهباني. حيث كان مع كل تحذير منهم يجيب قائلاً: "إنني أدرس لأصبح كاهناً، وهذا الزيّ علامة انتمائي ليسوع". وظل مرتدياً زيه الإكليريكي في كل المناسبات، حتى مع حرارة أشهر الصيف رغم كونه زياً أسود من الصوف".