«أويل برايس»: الاتحاد الأوروبى يشكل تحالفًا للطاقة مع مصر
أكد تقرير أمريكي، أن الاتحاد الأوروبي أعاد اهتمامه بشدة بمصر ودول شرق المتوسط بعد تعرضه لأزمة طاقة حادة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح موقع "أويل برايس" (oil price)، أن أسواق الطاقة الأوروبية تتعامل الآن مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الاتحاد الأوروبي أدرك الآن أن هناك مصادر للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال متاحة على الشواطئ الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، حينما ظهرت إمكانات شرق المتوسط، حيث تقوم مصر وإسرائيل، وربما قبرص، بإنشاء بنية تحتية رئيسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
الاتحاد الأوروبي يعزز علاقاته مع مصر لدعم صادرات الغاز
وأوضح الموقع المتخصص بشئون الطاقة، في تقرير اليوم أن البيروقراطيين والخبراء في بروكسل اكتشفوا الآن بعد سنوات من الإهمال شبه التام أهمية دول جانب أوروبا، بسبب الغاز الطبيعي، كما أعادوا النظر في الموقف المناهض للقاهرة، فقد عادت مصر إلى الصورة بقوة.
وأضاف التقرير "لتعزيز صفقات الغاز الطبيعي المسال أو الغاز الطبيعي المحتملة بين مصر والشركاء الأوروبيين، تكثف إسرائيل جهودها لتوفير كميات كبيرة أيضًا، حيث بدأت الكرة تتدحرج بعد أن اجتمعت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار ومفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة قدري سيمسون في باريس في مارس الماضي".
وبعد هذا الاجتماع، تم تشكيل فريق أوروبي - إسرائيلي لوضع إطار سياسي بالتنسيق مع المصريين لتمكين تدفق الغاز إلى أوروبا، فيما أشار ممثلو الاتحاد الأوروبي إلى أن هناك حاجة إلى غاز شرق المتوسط إذا لم يكن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتمكين المزيد من توليد الطاقة باستخدام الفحم واتفق الجميع على أنه لا يوجد موردون آخرون على المدى القصير متاحون لمواجهة الحظر المحتمل لإمدادات الغاز الطبيعي الروسي.
قدرات مصر لتصدير الغاز لأوروبا
وأكد "أويل برايس"، أن القاهرة هي الطرف الوحيد الذي لديه بالفعل قدرة تصدير متاحة، وتتفق كل من إسرائيل والاتحاد الأوروبي على أن تصدير غاز شرق المتوسط عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية في دلتا النيل (إدكو- دمياط) هو الخيار الوحيد الممكن في الوقت الحالي.
وأضاف التقرير: "بعد سنوات من الرفض بناءً على السعر أو التكلفة أو مشاكل أخرى، يتم الآن الاعتراف مرة أخرى بموقع مصر الاستراتيجي في أسواق الطاقة"، مشيرًا إلى أن هذا تغيير كبير آخر، شاهده شركاء شرق المتوسط وهو تغيير دراماتيكي حدث داخل الاتحاد الأوروبي.
وأوضح "أويل برايس"، أنه قبل حرب أوكرانيا وأزمة ارتفاع تكلفة المعيشة، كانت الدول الأوروبية تتحدث فقط عن إزالة النفط والغاز والفحم من استخدامات الطاقة، وقد يكون ارتفاع أسعار الطاقة أدى إلى تغيير الاستراتيجية في بروكسل.
ومع ذلك، تدفع بروكسل إسرائيل ومصر لتوفير كميات إضافية، وينصب التركيز الكامل على السعة المتاحة والتوسع المحتمل لمحطات دمياط - إدكو المصرية، حيث تحاول بروكسل جذب أطراف شرق البحر المتوسط للتعاون معها من خلال تقديم المزيد من التعاون والاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة.
وقال "أويل برايس"، إن خط أنابيب "إيست ميد" (East-Med) الذي ستشارك فيه مصر قد يكون أحد الخيارات لتنويع إمدادات الطاقة للاتحاد الأوروبي، ولكن لا تزال هناك تحديات جيوسياسية، ومع هذا تلوح في الأفق علاقة طاقة جديدة متعددة الأطراف بين مصر والاتحاد الأوروبي.