«رشيت.. دراسة وثائقية للتراث القبطى فى مدينة رشيد» ندوة بمكتبة الإسكندرية
تنظم مكتبة الإسكندرية رابع محاضرات الموسم الثقافي القبطي الثاني عشر، بعنوان "رشيت.. دراسة وثائقية للتراث القبطي في مدينة رشيد"، والتي يحاضر فيها سعيد رخا مدير عام متحف رشيد الوطني، وذلك عن طريق البث عن بُعد (Online)، يوم الاثنين الموافق 30 مايو 2022، الساعة 4.00 مساءً.
وتلقي المحاضرة الضوء على مدينة رشيد، والتي تعتبر مدينة عالمية وملتقى للحضارات والأعراق ومثالا واقعيا للتسامح الديني والتآلف والتجانس كونها مركزًا تجاريًا مهمًا ومعبرًا رئيسيًا لحركة التجارة أو حتى الحملات الحربية القادمة لمصر وإفريقيا، ويتضح ذلك من هذا العدد الهائل من القنصليات والمنشآت الغربية التي كانت منتشرة في المدينة إلى جانب العديد من الجنسيات والأعراق والديانات المختلفة.
كما تعرض المحاضرة الدور المهم الذي قام به الأقباط في المدينة في حركة التجارة والوظائف المتعلقة بنظام الجمرك والأعمال الحسابية وشئون الإدارة فكانوا يعملون في النواحي الإدارية، خاصة في سجلات الضرائب، وتقسيم التركات العقارية كما عمل معظمهم كتبة، ولهم حارتهم ومنازل خاصة بهم.
وإلى جانب أن مدينة رشيد كانت مركزًا مسيحيًا منعزلًا ومهما ولها طابع خاص منذ بداية المسيحية في مصر نجد أنها كانت أيضا في فترات عديدة مقرًا للباباوية مثلما حدث في عصر البابا كيرلس الخامس الذى تشير الوثائق أنه أنشأ قصرًا بكنيسة رشيد، واشترى الكثير من الأراضي وأوقفها على كنيسة مار مرقس، وكان القصر به مكتبة ضخمة تم التوصل إلى بعض المطبوعات التي أوقفها قداسته لكنيسة رشيد، ولأهمية المدينة أيضا فقد كانت من بين المدن التي اهتم بصيانة كنائسها الأخوين إبراهيم الجوهري وجرجس الجوهري وأوقفا العديد من المنشآت والأراضي لكنيسة رشيد خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، وهو ما أكدته الوثائق والتي تنشر لأول مرة.
وسوف تتناول المحاضرة أيضا تل أبومندور الأثري شاهدًا على عظمة مدينة رشيد وجذورها الضاربة في القدم، بما في ذلك تراثها المسيحي، إلى جانب كتابات الرحالة والمستشرقين الذين زاروا مدينة رشيد وسجلوا مشاهداتهم وبعضها تتعلق بالأقباط، وسيتم إلقاء الضوء على الكنائس الباقية بمدينة رشيد مثل كنيسة الشهيد مار مرقس بمدينة رشيد وشواهدها الأثرية وكنيسة الأروام الأرثوذكس برشيد، والتحول الوظيفي من خان أو وكالة إلى كنيسة من خلال الوثائق.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن ما يقوم به مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، من دور تثقيفي وتوعوي عن التراث القبطي وماهيته وأهميته ودوره.