دراسة تكشف سر أصوات المياه الغريبة.. أسماك تتحدث وشعاب مرجانية بصحة جيدة
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن صوت الفرقعة الذي تسمعه عند وضع رأسك تحت الماء لا يعود لتكيف أذنك مع المياه، إنه صوت قادم من قاع المحيط، فهو في الأصل صوت الأسماك تتحدث مع بعضها البعض، أو تنقل المياه بزعانفها أو مخلوقات ذات قشرة صلبة تتخلص من الأسطح.
وتابعت أن هناك ما هو أكثر من هذه النقرات والفرقعات المفاجئة أكثر من مجرد الإعجاب الرائع من كل ذلك، حيث يقول علماء المحيطات الآن إن مراقبة أصوات الشعاب المرجانية يمكن أن تكون بمثابة وسيلة غير تدخلية وغير مكلفة وفعالة لتتبع حالة صحتهم، ولتخطيط تدخلات حماية أفضل على المدى الطويل.
وأضافت أن بحثا جديدا يُظهر أن المجتمعات المرجانية المتدهورة لا تبدو أصواتها وكأنها طقطقة ونابضة بالحياة مثل المجتمعات الصحية، لأن التنوع البيولوجي المخفف يعني نشاطًا أقل، لذلك يمكنك في الواقع الحكم على صحة الشعاب المرجانية من خلال مستوى ديسيبل.
وقالت لورين فريمان، كبيرة علماء المحيطات في مركز الحرب البحرية تحت سطح البحر أثناء تقديم هذه النتائج إلى الجمعية الصوتية الأمريكية: «يمنحنا صوت نبضة قلب رائعة حقًا لما يحدث على الشعاب المرجانية، والشعاب المرجانية لدينا تتعرض لقدر كبير من الاعتداء بسبب الصيد الجائر، والتلوث الناجم عن تغير المناخ».
وأشارت الصحيفة إلى أن فريمان وفريقها قاموا بمراقبة الصوتيات في الشعاب المرجانية قبالة هاواي بين عامي 2019 و2020، ومقارنتها بالمناظر الصوتية من المحيط بالقرب من برمودا ونيو إنجلاند، بعد أن غمروا الميكروفونات تحت الماء لمدة تصل إلى ستة أشهر، وسجلوا مقاطع صوتية على فترات.
ومن خلال دراسة الأصوات الناتجة وتحليلها بالميكروثانية، حاولوا إعادة بناء ما كان يحدث تحت الماء، أنواع مختلفة من الأسماك تتغذى، الحيتان المارة، محركات القوارب تهدر في المسافة.
وأكدت الدراسة أن معظم الشعاب المرجانية تمتلئ بالضوضاء عندما يكون الجو أكثر دفئًا وقبل غروب الشمس وشرقها مباشرة، حيث تقول فريمان إن الطقس الأكثر سخونة يميل إلى الارتباط بلحظات النشاط الأكبر بين النظم البيئية، فالكثير من الأنواع تلد في الربيع، على سبيل المثال بينما يمثل الغسق والفجر نوعًا من "ساعة الذروة" تحت الماء بين الكائنات النهارية والليلية.
ووجد الباحثون أن المجتمعات المرجانية غير الصحية تبدو أقل حيوية، وتصدر أيضًا أصواتًا عالية التردد.