هل حان وقت الشراء؟.. صاغة يفسرون لـ«الدستور» سر انخفاض الذهب
منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهناك تغيرات اقتصادية هائلة تحدث على مستوى العالم، لاسيما في قطاعات مثل الذهب والعملة والحديد، وفي مصر تظهر تلك التغيرات بشدة، خاصة بعدما قررت خفض القيمة السوقية للدولار مُقابل الجنيه في مارس الماضي.
ولعل الذهب هو أحد الأشياء التي تأثرت بشدة بتلك القرارات، إذا بدأ عقب الأزمة مباشرة في ارتفاع قيمة الجرام منه لمراحل عُليا، وثبت على ذلك الارتفاع فترة طويلة، إلا أنه خلال الفترة الحالية بدأ ينخفض ويتذبذب وأحيانًا يثبت سعره.
وبالأمس سجل عيار 24 نحو 1200 جنيه، وسجل سعر الذهب عيار 21 نحو 1050 جنيهًا، وسجل سعر الذهب عيار 18 نحو 900 جنيه، لينخفض مرة أخرى في وسط تعاملات نفس اليوم بقيمة 10 جنيهات.
وعقب مرور أسبوعين على الارتفاع الكبير للذهب ليلة الجمعة 7 مايو 2022، وتحقيق الذهب مستويات هي الأعلى في تاريخه، حيث سجل الذهب وقتها مستويات 1250 جنيهًا للجرام من عيار 21، إلا أنه هبط في 20 مايو قرابة 250 جنيهًا للجرام، إذ تراجع الذهب ليسجل 1000 جنيه للجرام في تداولات يوم الجمعة الماضية، وذلك مع تراجع سعر الدولار وكذلك هدوء المضاربة على الذهب في الأسواق.
أما اليوم فقد ثبت سعر الذهب عند ذات التعاملات تقريبًا فقد سجل عيار 18 نحو 903 جنيهات، أما عيار 21 سجل 1055 جنيها، وعيار 24 سجل 1206 جنيهات، بينما سجل الجنيه الذهب 8440 جنيهًا.
فما الذي يحدث للذهب بعد تلك الانخفاضات المتتالية، وهل أصبح الآن هو الوقت المناسب للشراء؟، «الدستور» تحدثت مع عدد من بائعي الذهب والصاغة حول رؤيتهم لما يحدث في الوقت الحالي لتعاملات الذهب في مصر.
يُرجع محب ماجد، صاحب أحد محلات الذهب بشارع عبدالرحمن الشهير بمحلات الصاغة في منطقة حلوان، انخفاض الذهب لارتفاعات الدولار المتتالية والتي تعتبر غير مسبوقة من قبل، وبالتالي أصبح التسعير له بسعر الدولار، مشيرًا إلى أن الدولة أوقفت استيراد الذهب من أجل خفض سعره هنا.
ويفسر بأن سعر الذهب يتحدد حسب اليوم؛ لأنه يسير بناء على العرض والطلب، وانخفاضه خلال الفترة الحالية أدى إلى زيادة الطلب عليه، مبينًا أن انخفاضه نتيجة زيادة المعروض في وقت يرتفع فيه الدولار ويكون الطلب عليه أكثر من الذهب.
كما أوضح أن الوقت الحالي رغم الانخفاض ليس صحيحًا؛ لأن هناك فرق بين الذهب في مصر والسعر العالمي بما يقرب من ١٦٨ جنيه في الجرام، إلى جانب سعر المصنعية: «الشراء في الوقت الحالي لسه هيكون فيه خسارة، لكن بعد شوية وقت سعره هينزل لأنه لازم يتساوى بالسعر العالمي».
بينما يرى أحمد مصطفى بائع آخر للذهب، أن الشراء في الوقت الحالي تبعًا للانخفاض البسيط الذي حدث للذهب لن يكون مُجدي لأصحابه، ومن الممكن أن يتسبب في خسائر لمن يشتري في الوقت الحالي.
ويفسر ذلك بأن الذهب في مصر مرتفع في سعره عن السعر العالمي: «أسعار الذهب عالميًا سترتفع تاني بسبب الأزمات في أمريكا والحرب بين روسيا وأوكرانيا، والذهب كل يوم بحال على حسب العرض والطلب في السوق لأن دي العوامل اللي يتحدد سعره».
وشرح أحمد طريقة يمكن حساب بها الخسارة والمكسب من شراء الذهب وهي ربط سعر الذهب بسعر الدولار اليوم ويعطي مثال: «نفترض أن سعر الدولار اليوم ١٨.٥ وكان سعر الجرام في نفس اليوم ألف جنيه إذا اشتريت ١٠ جرام بالمصري، يعملوا ١٠ آلاف جنيه لكن بالدولار بالسعر اللي قولناه يبقى ٥٤٠ دولار».
وأضاف: «سعر الذهب بيتم ربطه بالدولار عشان تعرف قيمة الذهب اللي اشتريتها تعمل كام دولار مش بالجميع؛ لأن قيمته متغيرة كل يوم في اتجاه الانخفاض، والذهب إحنا بنسميه وعاء حفظ لأنه مبيخسرش مهما نزل».