معالم تاريخية مصرية وضرورة إعلامها
أري أن لمصر علينا واجبات، بل هي حقوق لا يجوز التهاون فيها وكأننا ندفن الكنوز تحت الأرض بالطول أو بالعرض، والواجب الحتمي أن نشعل مشاعل النور في كل ركن من أركان العالم فمنذ نحو ثلاثة أعوام مضت افتتحت مصر مبني يحمل اسمًا فريدًا؛ لأنه اسم ينسب إلي سماء السموات حتي سميت كنيسة السمائيين بمدينة شرم الشيخ محافظة جنوب سيناء، والتي وضع حجر أساسها في عام ألفين واثنين؛ ليتم فتحها في عام ألفين وعشرة.
ويتميز هذا البناء الفاخر بتسجيل الاحداث التاريخية مع عدد كبير من المعجزات العديدة التي قدمها المسيح له المجد، حتي أصبحت هذه الكنيسة موقعا متميزا يسعد الزائرون من بلدان العالم الذين يهمهم زيارة هذا الموقع لرؤية الرسومات والنقوش التي تشير إلي أحداث حقيقية، وقعت من هذا الموقع، حتي أصبحت هذه الكنيسة من أشهر المواقع التي يؤمها الزائرون.
فيبرز هذا المبني العظيم فنونًا معمارية تجسم أحداثا حقيقية وقعت في أزمنة تاريخية في هذا الموقع.
لقد استغرق بناء هذا الصرح العظيم نحو ثماني سنوات أي من البداية في عام ألفين واثنين حتي افتتح في عام ألفين وعشرة، برعاية رائع الذكر الراحل العظيم البابا شنودة الذي افتتح المبني في الرابع والعشرين من شهر إبريل عام ألفان وتسعة عشر.
وتتميز هذه الكنيسة بالعديد من اللوحات اليدوية لعرض أحداث حقيقية مثل العشاء الأخير وعدد ليس بقليل لسجل معجزات وقعت عبر التاريخ الطويل، حتي أصبح هذا الموقع الروحاني واجهة واقعية لمزارات تأتيها وفود أجنبية لا تتوقف، كما تتميز هذه الكنيسة بالعديد من اللوحات التي تعبر عن أحداث تاريخية بل ربانية تسجل معجزات يعجز الإنسان أن يكررها، وقعت بعمل إلهي في تاريخ ما قبل تشييد هذا الموقع، ولا شك أن صلوات لا تحصي تجري في الموقع يعجز الإنسان عن حدها وتعدادها.
ومع وقفة ضرورية من الواجب علينا أن نشير إلي مواقع تاريخية في أركان مصر من شمالها الي جنوبها ومن شرقها إلي غربها تشهد بتاريخ مصر القديم والحديث، هي معالم مصرية خالصة حتي من قبل بدء الملامح الدينية مسيحية أو إسلامية عبر تاريخ الديانتين، منها القرية الذكية ومدينة الإنتاج الإعلامي والقرية الفرعونية وحديقة الحيوان بالجيزة وحديقة الأسماك وبانوراما حرب أكتوبر ومحميات جزر نهر النيل وباب زويلة وبرج القاهرة وحصن نابليون ودار الأوبرا وساقية الصاوي وسور الأزبكية، وإلى آخره من قائمة نعتز بها ونفخر بل نباهي بين دول العالم حديثة ومتوسط أعماره بتاريخ مصر، وشخصيًا أعتز باسم مصر حتي ولو أدخل عليها إضافات أو مشاركات؛ لكن تبقي مصر الكنانة ومصر التاريخ ومصر الحضارة قبل أن يعرف العالم للحضارة مدخلًا.
أما من يتشبه بأسماء بلدان حديثة قد تكون سبقتنا في مجالات عدة، ولكن بصحوة القيادة والإخلاص نجدد الريادة ونفخر ليس فقط بماضينا ولكن بحاضرٍ يتجه إلى مستقبل تقف مصر فيه على أرض صلبة حتي ولو زادت الأعداد وتعددت المطالب، ومنه الموجب ومنها السالب، لكن مصر الكنانة تظل صاحبة التاريخ الذي لا ينضب، ومن العمل والجهد يبني ويجدد فلنطرح أدوات الرخو والكسل ونلبس دروع الجهد والعمل، فنبني أهرامات جديدة ليست من الرمال أو الحجر بل بالعرق والعلم والحب.
وهذا ما نتابع أخباره لقائد من طراز جديد لا يكتفي بتاريخ مضي وهذا من حقنا ولكن يعمل بجهد متواصل يعرفه القاصي والداني، فليلتف حوله نحو مائة مليون ليبني الجميع لا أهرامات حجرية، فقد أقامها رجالها في زمانهم، أما اليوم تتقدم مصر لتكون الرائدة في الشرق الأوسط، حتي يتحد تاريخها الماضي مع جهود الحاضر والمستقبل؛ لتعود مصر تاريخًا لا شبيه له، وحاضر متفتح ملهم لمستقبل يليق بتاريخها، ومنها يتعلم القاصي والداني.