كيف يؤثر ارتفاع أسعار الورق على صناعة الكتب؟.. ناشرون يجيبون
تخوّف شديد يسيطر على الناشرين بعد الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم بأجمعه، بسبب تأثيرها الواضح على ارتفاع الأسعار ومن بينها الورق، التي ستؤثر بالطبع على صناعة الكتب والنشر بشكل عام.
وبسؤال عدد من الناشرين حول تأثير الأزمة الاقتصادية على سعر الورق، وكيف أثر ارتفاع سعر الورق على صناعة الكتب، وكيف يؤثر في المستقبل، فضلًا عن خططهم لمواجهة هذا الأمر.
قال الناشر محمد عبدالمنعم، مدير دار سما للنشر والتوزيع، إن هناك ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار على مستوى العالم وهو مرتبط بالسلع، فالورق يتم استيراده من الخارج، وبالتالي هناك صعوبتان؛ الأولى تتعلق بأزمة الاستيراد، والأخرى بسعر الورق ذاته، مشيرًا إلى أن الأمر يؤثر بالسلب على ارتفاع سعر الكتب، رغم عدم تخطي أزمة تعويم الجنيه التي طالت الاقتصاد المصري في 2016.
وعن تأثير ارتفاع سعر الورق؛ أوضح صاحب دار سما، أن دور النشر سوف تتجه إلى الطباعة حسب الطلب، من خلال طباعة أعداد قليلة من الإصدارات، واختيار كتب معينة، لأن غلاء الأسعار سيؤثر سلبًا على الورق والأسعار، والمستهلك أيضًا، بسبب ارتفاع جميع السلع.
وناشد الناشر محمد عبدالمنعم الدولة المصرية، أن تكون لديها خطة مدروسة لدعم صناعة الكتب والنشر، بشرط أن تخفف الأعباء عن الناشرين، مشيرًا إلى أن هناك بدائل عديدة، ولكن ليس لدينا الثقافة الكافية لذلك، فمثلًا الكتاب الإلكتروني ورغم أن نسبة قليلة تلجأ إليه، إلا أنه سيكون أحد البدائل إذا تعثر الأمر لدى القارئ أن يقتني كتابًا، مؤكدًا أنه لا غنى عن الكتاب، فهو غذاء للعقل.
الناشر محمد البعلي، مدير دار صفصافة للنشر والتوزيع، لفت إلى أن هناك مزيجًا من التضخم والمشكلات التي تخص سلاسل التوريد، من حيث أسعار الشحن، موضحًا أن الأزمة الاقتصادية كبيرة، وناتج عنها ارتفاع في أسعار كل المنتجات، وهناك دافع إضافي للتضخم في مصر وهو تراجع سعر الجنيه المصري، لذا هناك سببان لتلك الأزمة، وهما ارتفاع سعر الورق، ومدخلات الصناعة من طباعة وغيرها.
ذكر البعلي أنه بالنسبة لمصر فعصر الكتاب الرخيص انتهى، بسبب الارتفاع الضخم في الورق وعوامل صناعة الكتب، فتزداد أسعار إصدارات دور النشر، مؤكدًا أن "صفصافة" تتعامل مع هذه الأزمة منذ جائحة كورونا، فهناك أزمة في الصناعة بشكل عام، وهناك تراجع على الطلب، وقلة مشتريات القراء، فالدار تتخذ مجموعة من الإجراءات للتعامل معها من خلال إيجاد كتب مختلفة عن الموجودة في السوق، واكتشاف مؤلفين جدد، فضلًا عن المرونة الكبيرة في الطباعة، وتنويع مصادر الدخل بتقديم خدمات التحرير والترجمة وغيرها، ومحاولة عدم الانسياق وراء التريند.
من جهته؛ أعرب الناشر يوسف ناصف، مدير دار المصري للنشر والتوزيع، عن تخوفه الشديد من مستقبل صناعة الكتب في مصر، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، التي ستؤثر بالطبع على صناعة النشر بشكل عام، مشيرًا إلى أن الوضع العام صعب جدًا، منذ معرض القاهرة الدولي للكتاب رغم تقديم عدد من الناشرين خصومات من أجل تنشيط حركة البيع والشراء، واتجاه معظم الناشرين حاليًا للتوقف عن الطباعة، بسبب ارتفاع سعر الورق بنسبة 120%.
ويرى الناشر يوسف ناصف أن أزمة طباعة الكتب تحتاج إلى تدخل من الدولة المصرية، لدعم صناعة النشر، فهي تعد إحدى القوى الناعمة لمصر، مؤكدًا ضرورة وجود حل لتلك الأزمة إما بتعافي سعر الورق من الارتفاع، أو أن يكون هناك بديل محلي، مشيرًا إلى أن استمرار ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى كارثة للناشرين المصريين، وخاصة أننا ليست لدينا صناعة للورق وتحديدًا فيما يخص الكتب، وخامات الطباعة.