في ذكرى رحيله.. كواليس كتابة «حانة الأقدار» لـ طاهر أبو فاشا
تمر اليوم الخميس ذكرى وفاة الكاتب والشاعر طاهر أبو فاشا، الذي ولد في يوم 22 ديسمبر 1908، دمياط، ورحل عن عالمنا في يوم 12 مايو 1989، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الدواوين الشعرية والكتب التي زخرت بها المكتبة الثقافية والأدبية.
ربما لا يعرف الكثير من الجمهور والمستمعين إن قصيدة "حانة الأقدار" التي جاءت في فيلم رابعة العدوية وغنتها أم كلثوم من تأليف للشاعر طاهر أبو فاشا.
ولكن قبل بداية ظهور الأغنية في الفيلم، جاءت القصيدة كأغنية لأم كلثوم في البرنامج الإذاعي "رابعة العدوية"، للشاعر أبو فاشا، ووضع ألحان أغانيه "رياض السنباطي، وكمال الطويل، ومحمد الموجي"، وغنته "أم كلثوم"، وأخرج المسلسل عثمان أباظة آنذاك.
ولكن بعد أن سُجل العمل بالفعل، عُرضت الحلقات على لجنة ضمت أم كلثوم، والتي رأت أن صوت الممثلة لا يتناسب مع صوتها عندما تغني، واقترحت أن يتم استبدالها بالفنانة سميحة أيوب، والتي كانت في خطواتها الأولى في عالم التمثيل، وسمعتها أم كلثوم وأٌعجبت بها.
وكان قد قال طاهر أبو فاشا في تصريحات له آنذاك: "كتبت 6 أغنيات عن حياة رابعة العدوية، وطلبت مني أم كلثوم أن أكتب موشح فكتبت "حانة الأقدار"، وطلبت أن آئت بأبيات من شعر رابعة نفسها.
وكان شعر رابعة موزع في كتب التراث، فليس لها ديوان واحد، وأغلبه شعر مختلف النفس، فتجد شعرًا قويًا وآخر ضعيف مما يقطع أن كثير منه محمولاً عليها، فلم أجد خيرًا من أبياتها الخمسة أحبك حبين، ولكن هذه الأبيات لا تُكون قصيدة غنائية فأضفت إليها عدة أبيات، وغنتها أم كلثوم"، وخرجت الصورة الغنائية عازفة الناي "رابعة العدوية" للنور في عام 1955 وحققت نجاحاً مبهراً .
ثم تم تحويل العمل الإذاعى بعد ذلك إلى فيلم سينمائي يجسد حياة رابعة العدوية رحمها الله، وكان من إخراج حلمى رفلة، وبطولة نبيلة عبيد وعماد حمدى، ومن الطريف أن شارك الكاتب والشاعر طاهر أبو فاشا بالتمثيل في فيلم رابعة العدوية في الجزء الأخير عند توبة رابعة، وكان اسمه في الفيلم طاهر.
وفى نفس الفيلم كان هناك قصيدة أخرى، وهي "عرفت الهوى" وغيرها، والقصيدتان تجسدان الحب اﻹلهى.
وقيل بعض الكتاب عن القصيدة: "إن حانة الأقدار هي أبدع ما قيل في الموشح الصوفي، الذي اعتلى به أبو فاشا الأمكنة وأزمنة عالية استطاع أن يخرج بالعشق الإلهي لمراتب ومصاف نخبته، حيث يحول شعر الحب والخمر إلى شعر صوفي.
ويشار إلى أن طاهر أبو فاشا كتب الكثير من الأعمال التي مازالت محفورة في ذهن المشاهد، فقد وصلت إلى 200 عمل أشهرها مسلسل "ألف ليلة وليلة" كتب منها أكثر من 800 حلقة أذيعت على مدار 26 سنة.
إضافة إلى أوبريت رابعة العدوية غناء "أم كلثوم "وفوازير رمضان التليفزيونية، وألف الكثير من الكتب الأدبية منها: العشق اﻹلهى وراء تمثال الحرية، تحقيق مقامات "بيرم التونسي"، وقد أجريت رسالة ماجستير حول أعمال أبو فاشا الشعرية والأدبية.
ويشار إلى أن الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1988 بعد أن رشحته للحصول عليها كل من جامعة الزقازيق وجمعية الأدباء.