بابا الفاتيكان يبعث برسالة إلى البابا تواضروس الثانى
بعث البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الثلاثاء، برسالة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة، بطريرك الكرازة المرقسيّة بمناسبة يوم الصّداقة التّاسع بين الأقباط والكاثوليك.
وقال فرنسيس، في بداية رسالته بحسب "فاتيكان نيوز"، واصفًا البابا تواضروس الثّاني بالأخ الحبيب في المسيح، "إنّ يوم الصّداقة التّاسع هذا يوفّر له الفرصة للإعراب مرّة أخرى عن الامتنان القلبيّ على الرّوابط الرّوحيّة التي تجمع الكرازتين البطرسيّة والمرقسيّة، ولتأكيد الصّداقة الرّاسخة في المسيح.
وأكمل فرنسيس معربًا "عن الرّجاء، وانطلاقًا من كلمات المسيح "فَإِن عَمِلتُم بِما أُوصيكم بِه كُنتُم أَحِبَّائي" (يو ١٥، ١٤)، في مواصلة حج الأخوّة المسيحيّة، وخاصّة مع الاستعداد للاحتفال العام القادم بالسّنة العاشرة للقائه البابا تواضروس الثّاني في روما، وبالذّكرى الخمسين للقاء التّاريخيّ بين البابا بولس السّادس والبابا شنودة الثّالث." وشدّد "على كون الصّداقة الطّريق الأكيد لبلوغ وحدة المسيحيّين، وفيها نرى وجه المسيح نفسه والذي لا يدعونا خدّامًا بعد بل أحبّاء (راجع يو ١٥، ١٥)، والذي صلى "ليكونوا بأجمعهم واحدًا" (يوحنا ١٧، ٢١)." وتضرّع "كي تقودنا شفاعة القدّيس أثناسيوس، الذي يلهم بحياته وتعليمه كنيستينا، في المسيرة نحو الشّركة المرئيّة الكاملة."
في الختام، أكّد البابا فرنسيس للبابا تواضروس الثّاني، ومع اقتراب الاحتفال بعيد العنصرة، صلاته "كي يوحّدنا الرّوح القدس بشكل أكبر وأن يهب عطيّة العزاء للعائلة البشريّة المتألّمة، وخاصّة في أيّام الجائحة والحرب هذه". كما أكد "قربه الرّوحيّ المتواصل وصلاته من أجل خير البابا تواضروس الثّاني مبادلًا إيّاه من القلب عناقًا أخويًّا، عناق السّلام في الرّبّ القائم."
وتحتفل الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية، في 10 مايو الجاري، بـ«يوم المحبة الأخوية» بين الكنيستين، إذ يعد يوم المحبة الأخوية لقاءً سنويًا بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بدأ عام 2013 كاستجابة للدعوة التى أطلقها قداسة البابا تواضروس الثانى؛ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ فى أول زيارة خارجية له عقب رسامته بطريركًا للفاتيكان واستقبال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان له عام 2013 أن يكون 10 من مايو يوم المحبة والصداقة بين الكنيستين.
يأتي ذلك نظرًا لأن هذا التاريخ أيضًا شهد عام 1973 زيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث للفاتيكان ولقائه مع البابا بولس السادس، والتى كانت أول لقاء بين بابا الإسكندرية وبابا الفاتيكان.
قصة زيارة البابا شنودة للفاتيكان
ففي 1973 قام البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 بزيارة إلى الفاتيكان وزيارة البابا الراحل بولس السادس، بابا الفاتيكان آنذاك، وكانت الزيارة بمثابة انطلاق الحوار الرسمي بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية لأول مرة، وذلك منذ مجمع خلقيدونية عام 451 الميلادى والذي تسبب فى انشقاق الكنائس المسيحية ابتعاد الكنائس الشرقيّة القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة، عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة الذين يرون أن مجمع خلقيدونية المجمع المسكوني الرابع.
والتقى البابا شنودة خلال تلك الزيارة مع البابا الراحل بولس السادس، وخلال تلك الزيارة استعاد البابا شنودة الثالث رفات القديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرنًا على وفاته، واستمرت تلك الزيارة لمدة 6 أيام، نتج عنها التوقيع بين البابوين على بيان مشترك للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة في "التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية"، حتى يتمكن قادة الكنيستين من التعاون والسعى لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل.
وبعد انعقاد اجتماع بين الكنيستين فى العام التالى، أخذت تتوالى الاجتماعات بعد ذلك، وعقب مزاولة البابا شنودة مهام منصبه البابوي 1985 عاد الحوار من جديد بين الكنيستين، والمستمر حتى اليوم، والتقى البابا يوحنا بولس مع البابا شنودة داخل المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى لقاء استمر 45 دقيقة، وخلال وجوده فى القاهرة أقيم قداس صلاة كبير للبابا يوحنا فى اليوم التالى داخل استاد القاهرة الدولى، حضره نحو 23 ألف مسيحى.