لوحة «عاش هنا» لفؤاد حداد تثير غضبًا بعد تخريبها.. وهذه مطالب أبناء الشاعر الراحل
خلال الساعات القليلة الماضية انتشرت صورة للوحة "عاش هنا" للشاعر الراحل فؤاد حداد، التي تتواجد في 12 شارع محمد صبري أبو علم بعابدين، حيث عاش، ويبدو عليها آثار تخريب وتشويه، وهو ما أثار غضب الكثير من المثقفين ومحبي الشاعر الراحل من خلال نشرهم لها عبر صفحاتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، معبرين عن استيائهم من هذا الفعل سواء مقصود أو غير مقصود.
وهو ما جعل "الدستور" يطرح هذا الأمر على أبناء الشاعر الراحل فؤاد حداد "30 أكتوبر 1927 - 1 نوفمبر 1985) للحديث معهم حول هذا الفعل، وكيف يرونه، فضلا عن السماع إلى مقترحاتهم لتفادي مثل هذه الأفعال بباقي لوحات مشروع "عاش هنا" الذي أطلقه التنسيق الحضاري بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، في سبتمبر من عام 2018، لتكريم رموز مصر من المبدعين والمفكرين والكتاب، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة.
وجاء ذلك من خلال وضع لافتة على المبنى تبين اسم الفنان الذي سكن بالمبنى، ونبذة مختصرة عن أهم أعماله وتاريخه الفني محملة على تطبيق الـ"QR"، والذي يمكن استخدامه عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتطورة، ما يساعد على نشر الوعي والمعرفة بتاريخ الشخصيات والمباني الهامة على مستوى الجمهورية.
سليم حداد، النجل الأكبر لفؤاد حداد، علق على تخريب لوحة "عاش هنا" لوالده، بأنه لا يتوقع أن يكون ناتجا عن شيء مقصود يخص الشاعر الراحل، فوالده عاش مسالما ولم يكن هناك مشاكل بينه وبين أحد، ليفكر في ذلك مثلا، متوقعا أن يكون مجرد "تخريب أطفال" أثناء لعبهم في الشارع، وليس أكثر من ذلك.
وطالب نجل فؤاد حداد أثناء حديثه معنا بتغيير اللوحة، مؤكدا أنه يتمنى أن يتواصل مع التنسيق الحضاري من أجل التفكير حول تطويرها أو كيفية الحفاظ عليها، حتى لا تتعرض لمثل هذا التصرف، فمشروع "عاش هنا" يعد أحد المشروعات التوثيقية المهمة، ويجعل الجميع يتذكر رموز مصر من الفنانين والأدباء والشعراء والمعماريين وغيرهم، فلا بد من الارتقاء بفكرة المشروع طوال الوقت، ولجميع الشخصيات حتى لو هناك اعتراض على بعض الشخصيات التي تم اختيارها ضمن المشروع.
أما الشاعر أمين حداد، الابن الأوسط للراحل فؤاد حداد، عبر عن استيائه من تخريب لوحة "عاش هنا" لوالده، قائلا: "شوفتها قبل كده لكن مكانتش بهذا السوء"، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس سوى إهمالا من قبل من ارتكب هذه الجريمة.
وتقدم أمين حداد بالشكر إلى الجهاز القومي للتنسيق الحضاري على فكرة المشروع، التي تهدف إلى توثيق الأماكن التي عاش فيها رموز مصر، مطالبا بضرورة تجديد لوحات المشروع بشكل مستمر، فهي لافتة لطيفة يجب الاهتمام بها، كما أن وجود هذه اللوحات يعد مظهرا حضاريا للاحتفاء بكبار الأدباء والفنانين، ويستحقون التكريم والتقدير في حياتهم وحتى بعد مماتهم، فما تركوه ليس قليلا.
وأضاف الشاعر أمين حداد، أنه يضم صوتي لكل من يطالب بالاهتمام بالمشروعات الضخمة ومتابعتها وصيانتها، فالصيانة تعد جزءا من الإنشاء والمتابعة، لأن عدم الاهتمام بها مع الوقت ستكون بلا معنى، وهذا الأمر غير حضاري، لافتا إلى أنه يعتقد أن التنسيق الحضاري يستطيع القيام بذلك، ولم يكن الأمر مكلفا- على حد اعتقاده-.
بعد السماع إلى مقترحات أبناء الشاعر الراحل فؤاد حداد، طرحنا الأمر على المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، الذي عبر عن غضبه الشديد من تخريب لوحة الشاعر الراحل، مشددا على ضرورة تغيير سلوكيات الناس، والأدق أن يكون لهم دور في الحفاظ على هذه اللوحات، لأن الشخصيات التي جاءوا ضمن المشروع يستحقون منا كل التقدير والتكريم، وهذه اللوحات بمثابة "درع" لهم.
وأوضح رئيس التنسيق الحضاري، أن الجهاز سيدرس بالطبع هذا الأمر، وإجراء اللازم، متمنيا أن يكون هناك وعي وإدراك بقيمة هؤلاء الرموز أمثال الشاعر الراحل فؤاد حداد، فضلا عن قيمة اللوحات.
يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يأتي تنفيذا لبروتوكول التعاون الذي سبق أن وقع بين مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، في نوفمبر 2016، وتضمن عدة مجالات للتعاون، منها تدشين مشروع "عاش هنا"، بالإضافة إلى تبادل المعلومات والإصدارات وأفضل التطبيقات في المجالات الإدارية والفنية، وكذلك تبادل الخبرات الاستشارية والعلمية بين الطرفين بهدف الاستفادة من خبرات كل طرف لتحقيق قيمة مضافة للطرف الآخر، فضلا عن اشتراك الطرفين في الفعاليات (مؤتمرات - ورش عمل - مبادرات) والتي تؤثر إيجابيا في الأنشطة الخاصة بكل طرف، والتعاون في تنفيذ البرامج التدريبية والتخصصية في المجالات الإدارية والفنية.