«يكتب للغلبان».. وفاة عزت السعدنى رائد الصحافة الإنسانية المسموعة
توفي صباح اليوم الكاتب الصحفي الكبير عزت السعدني، وهو أول رئيس تحرير لمجلة علاء الدين التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، ويعد واحدا من رواد الصحافة الإنسانية المسموعة وهو ابن عم الفنان الشهير صلاح السعدني وابن عم الكاتب الساخر الكبير محمود السعدني.
ترأس «السعدني» العدد الأول من مجلة علاء الدين الموجهة للأطفال، الذي صدر في الأول من شهر يوليو من عام 1994، وله العديد من المؤلفات أبرزها (إعلان موت الحب، نساء بلا شاطئ، الشيطان يسكن المدينة، المقامات السعدنية في الحياة المصرية، سفر العشاق، 100 سنة سينما، خطوات الإنسان المصري على أرض مصر، هل هو يوحنا المعمدان، هي تسبق الشيطان بخطوة، عالم بلا رجال، عالم بلا نساء).
يصف السعدني نفسه بأنه صحفي يكتب لـ«الغلبان في الشارع» ولا علاقة له بمن يجلس على الكرسي «يقصد السياسة»، ويؤكد: «أنا أتجاهل السياسة وهمي الأكبر الإنسان المصري».
يكتب مقالات منذ 50 عاماً وجه خلالها جرس إنذار للمجتمع بخصوص التحرش والاغتصاب والعنوسة إلا أنه لم يتخيل أن يمتد العمر ويجد الناس تعتبرها مجرد حوادث عادية،
في أواخر مقالاته ذكر السعدني، في مقال بعنوان عندما قابلت الشيطان!، حكايته مع الشيطان نفسه، والتي ذكرها في كتابه الشهير كيد النساء فى الثمانينات من القرن الماضي، فيقول: ذلك الشيطان الرجيم.. الذي ذكره القرآن الكريم ولعنته الملائكة والبشر الصالحون، الذين يعرفون ربهم ويصلون فرضهم ويصومون شهرهم ويتجنبون الوقوع في شرك وشباك مساوئ أهل النار، وأزعم أننى حتى كتابة هذه السطور واحد منهم.. أقصد واحدا من الذين يعرفون ربهم.. والله خير شاهد فالأوراق كلها بين يديه.. والحساب عنده فى آخر الأمر.. ونحن لا نملك من أمرنا شيئا شئنا أم لم نشأ.
تحدث في حوار سابق مع مجلة الشباب عن أولى أيامه في الصحافة، حيث بدأ عمله بالأهرام عام 1959، عندما كتب تحقيقاً عن اكتشاف هرم كبير في سقارة، فيقول: جاء صحفي كبير وكان متضايقا من هذا المتدرب الذي ينشرون له صفحة كاملة، فاتصل برئيس هيئة الآثار وقتها وأقنعه بإرسال تكذيب لكل ما جاء بالتحقيق لأنني لم أستعن برأي خبير متخصص، وبالفعل أمر الأستاذ محمد حسنين هيكل بعدم نشر الحلقة الثانية من التحقيق، وبدأ الكل يتهامس بأنه "كاذب".
ذهب السعدني إلى مكتب الأستاذ هيكل ومعه ملف كامل بكل الأوراق التاريخية والوثائق التي اعتمد عليها، فنظر هيكل" له طويلاً ثم قال: "أنا مصدقك" ورفع سماعة التليفون وأمر بنشر الحلقة الثانية، وأمر بتعيينه لاحقا وكان أول راتب له 34 جنيهاً
يرتبط اسم السعدني دائما بصديقه ورفيق دربه الراحل الكبير عبدالوهاب مطاوع، ويقول عنه: كان قطعة مني وأنا قطعة منه، عشت معه أياماً كثيرة، وكنا نتنافس في تحقيقات الصحافة الإنسانية، وكنا متقاربين في السن والاهتمامات.