فى محبة الإيجبشيان لييج
كل ما يتلعب ماتش عالمي، في مسابقة رفيعة المستوى، يظهر سؤال عند كتير من الناس، بـ يقولوه بـ نبرة متأففة: إزاي فيه ناس سايبة المتعة والجمال دول، وبـ تتابع "أو تشجع" الكورة المصرية المعفنة؟
طيب، بـ اعتباري متابع ومشجع عتيد لـ الكورة المصرية، هـ أحاول أجاوب عن ذلك السؤال:
أولا، فيه فرق شاسع بين المتابعة والتشجيع، المتابعة أمر عقلاني، خاضع عادة لـ المنطق، والمنطق يعني معايير، مثلا مثلا لو أنا فتحت التليفزيون على ماتش في الدوري التونسي، أو في الكونفيدرالية بين الاتحاد الليبي وزاناكو الزامبي، غالبًا غالبًا مش هـ أعرف أتابع منه عشر دقايق، وهـ أتخنق وأحول، لـ إنه ماتش كتيان.
بينما بـ أتابع الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، أو على الأقل المباريات المهمة، لـ إنها ممتعة رفيعة المستوى.
إنما التشجيع أمر مختلف خالص، هو حاجة وجدانية عاطفية أكتر، مش مرتبطة بـ معايير، لكن بـ حياتك إنت الشخصية: طفولتك/ عائلتك/ شلّتك "الشلة يعني"، دايرة زملاءك/ مدينتك/ تاريخك، إنت عايزني مثلا "بـ شكل شخصي" أسيب 40 سنة من المناكفة مع الزمالكاوية، وجر شكل الإسماعيلاوية، والشد والجذب مع سيد البلد، علشان هم مش من مستوى السيتي والريال؟
الحكاية دي عاملة زي شعور كإن والدتك أحسن ست في الدنيا، وأبوك أطيب واحد في العالم، وعيد ميلاد بنتك الصغيرة أهم من عيد الاستقلال الأمريكي، وذكرى إلقاء القنبلة على هيروشيما، والعرب قالوا زمان: "أنفك منك وإن كان أجدع".
ثانيًا، هل الكورة المصرية كخة مقارنة بـ الكورة "بره"؟ الإجابة: كلا البتة، أصل الأسئلة القرفانة مننا دي بتظهر مثلًا مع ماتش بين مانشستر سيتي وريال مدريد، ليفربول ومانشستر يونايتد، برشلونة وبايرن ميونخ، كدا يعني، ودي حضرتك قمة قمة قمة قمة قمة كرة القدم في العالم، والفرقتين صارفين ملايير الملايير على اللاعيبة دي.
إنما العالم يا صديقي 200 دولة وشوية، فـ هل الكرة الأرضية تتفرج ع الكام ماتش دول، وتوقف نشاطها بقى؟ مش هـ أقول لك الدوريات الإفريقية ولا الآسيوية، ولا حتى أمريكا الجنوبية، لأ، هل السويسريين المفروض يحسوا بـ الدونية دي، ويبطلوا يشجعوا بازل وسيون ولوزان؟
هل هولندا تقفل أياكس وفينورد ويقعدوا يتفرجوا على بنزيما ودي بروين؟
بل حتى في الدوريات الكبرى، أكم من ماتشات عادية، مش هـ أقول لك خنيقة.
هو مين بـ يشوف بوخوم مع هوفنهايم، ولا جنوى مع ساسولو، ولا ليفانتي مع قادش؟
فـ يعني، حنانيك في المقارنة ما ينفعش أختك جايبة طقم العيد من "كوكو"، وفرحانة بيه، وما سألتكش حتى عن رأيك، فـ هـ تقول لها: هو دا لبس!
ما شفتيش إنتي شانيلوديور بـ يقدموا إيه!
ثالثا: الغريبة بقى، إنه برضه بـ تنتشر حاجة تانية، وهي إنه مثلا تلاقي مشجعين لـ نادي إنجليزي بـ يلعب في دوري الدرجة التامنة، ولا أندية مغمورة جدا في أي حتة أوروبية، فـ تلاقي تعليقات منبهرة، ويا سلااااام ع الإخلاص! يا سلااااام على التشجيع! شوف يا أخي: عارفين إن ناديهم عمره ما هـ يلعب في البريميير لييج، ولا له شهرة عالمية، بس واقفين وراه وماليين الملعب، هو دا، هو دا، هو دا الحب الحقيقي.
ثم يستنكر إنه الإسماعيلاوية واقفين ورا فريقهم قصاد إنبي، وهو في موقف صعب، أو المحلاوية حاسين بـ الفخر إنهم غلبوا الأهلي والزمالك، أو الاتحادوية غضبانين إنهم اتعادلوا مع المقاصة.
مش هـ أقول لك الأهلي والزمالك، لـ إنه دي قصة تانية.
رابعا: هذا العالم شاسع شاسع شاسع، ومليان حاجات ومواضيع واهتمامات، وفيه ناس كتير أصلا بـ يحتقروا نشاط كرة القدم، ويفضلوا يشوفوا فيلم أو يسمعوا مزيكا أو يقروا كتاب، وفيه ناس بـ تتابع لعبات تانية بـ تركيز أعلى، وفيه ناس شايفة إنه أي حاجة بعيد عن أكل العيش هي مضيعة لـ الوقت ومرقعة فاضية، وفيه وفيه وفيه وفيه.
الناس بـ تبسط نفسها بـ طرق مختلفة ومتنوعة، أو بـ تحاول تبسط نفسها، فـ يعني إتس أوكي، حضرتك ما تعرفش تنبسط غير لما تتفرج ع الشامبيونز لييج والبريميير لييج، ربنا يوفقك، محدش خد منك الريموت، إنت بـ تشرب هوت شوكليت سكيم ميلك لاتيه أوف وايت، إيه مشكلتك إنه واحد مستكنيص مع كوباية حلبسة؟
ما للناس فيما يعشقون مذاهب، وفي الآخر يا عزيزي: تحت نفس الشمس/ وفوق نفس التراب/ كلنا بـ نجري ورا نفس السراب، فـ يا ريت كل واحد يبص في ورقته.