«كل تفصيلة تعود لبدايات القرن الماضى».. مفردات القرية فى «جزيرة غمام»
عمل الباحث التاريخي أيمن عثمان كمراجع لأحداث مسلسل حزيرة "غمام"، وتأليف السيناريست عبد الرحيم كمال.
والمسلسل تدور أحداثه منذ مائة عام في جزيرة بالقصير التابعة للبحر الأحمر، حول ثلاثة تلاميذ للشيخ مدين هما يسري ومحارب وعرفات، وكيف تلقى كل منهم التعاليم الواحدة للشيخ الراحل، وكيف تمكنت أهواء كل منهم في معرفة الدين بحسب شخصيته، فمحارب عرف أن الدين هو تطرف، ويسري استخدمه في محاولات التأثير على النساء والعمولات والأحجبة وغيرها، وعرفات الذي فهم أن الدين محبة وقلب وإنسانية ويكرس لمفهوم أن الدين المعاملة، وأن النوايا التي يضمرها القلب هي الأقرب لله.
اللهجة في جزيرة غمام
ربما تكون لهجة مسلسل جزيرة "غمام" من أفضل اللهجات التي تم التعامل بها في أحد الأعمال الدرامية إلى جانب اللهجة في مسلسل الكبير أوي، وما تضمنه المسلسل من مراجع تاريخي ومراجع لهجات أثبتا أهميتهما للمسلسلات، واللهجة في غمام حرصت على التعاملات اليومية في سياق نفس التعامل لأهل الجنوب وهي اللهجة المتداولة في سوهاج وقنا، ونقول هنا سوهاج وقنا لأن هناك بعض الجذور المشتركة في اللهجة، فالـ"فايش" وهو نوع من الكحك يصنع في البيوت يسمى بهذا الاسم في سوهاج وقنا، والمفردات التي يتعامل بها الأبطال هي لهجة بعضها يتم التعامل به في الجنوب بأسره، ولأن عبد الرحيم كمال حرص في مسلسله على أن الجزيرة تناقش رمزيات فلم يجنح للتعامل باللهجة الموغلة في العامية، ولكنه تعامل ببعض المفردات التي يفهمها الجميع من سياق الجمل.
مفردات القرية في جزيرة غمام
حرص صناع مسلسل جزيرة غمام على أن تكون كل مفردات البيئة تناسب الفترة التي يدور فيها العمل، ولذلك جاءت المصاطب القديمة التي يجلس عليها الضيف، والأطباق الخوصية التي تحمل فيها الأغراض الخفيفة ثم تعلق في البيوت، والواجهات للبيوت وأيضًا ما حدث في إحدى الحلقات من تمكيس البيوت بالطين ورش الجير وغيرها من المفردات التي كانت شائعة في تلك الفترة، كما أظهرت الحلقات كتابة بعض الآيات القرآنية وأسماء الله الحسنى ليقين راسخ من أنها تحمي البيت، وأيضًا التعريشات التي تسقف بعض الخصوص بالبوص وغيرها.
أحداث جزيرة غمام
روجعت الأحداث التاريخية بدقة في جزيرة غمام، وظهر ذلك في المندوب الذي استقبله رياض الخولي"العجمي" عندما أخبره بإعلان الوصاية البريطانية على مصر، وهي الفترة التي سبقت تكوين حزب الوفد وبعدها بعام قامت ثورة 1919، وذكر المسلسل خبر إعلان الوصاية في إحدى الحلقات والتي نوه صناع المسلسل أنها تدور عام 1917.
ملابس جزيرة غمام
لم يفت صناع المسلسل ما كانت عليه النساء والرجال في تلك الفترة، فالنساء كن يستخدمن الوشوم وهو ما ظهر في العايقة" مي عز الدين"، وأيضًا ملابس النسوة التي كانت تطرز عند الصدر، والثوب الأسود المخصص للخروج كما ظهر في ملابس درة "ميار الغيطي"، وأيضًا المعلمة هلالة "وفاء عامر"، وغيرهن، وأيضًا في ملابس الرجال الكستور كما ظهر في ملابس محارب ويسري والبطلان والعجمي.
يذكر أن مسلسل جزيرة غمام من إنتاج المتحدة للخدمات الإعلامية "سينرجي" ومن تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج حسين المنباوي، وبطولة كل من رياض الخولي وأحمد أمين وفتحي عبد الوهاب، ووفاء عامر، ومحمد جمعة، وطارق لطفي، ومحمود البزاوي وغيرهم.