ما هي فترة «الخماسين المقدسة» التي لا صوم فيها؟
تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذة الفترة، أيام الخماسين المقدسة التي تلي عيد القيامة المجيد.
وهذه الفترة الخمسين يومًا المحصورة بين عيد الفصح أي عيد القيامة وعيد الخمسين أي عيد العنصرة، وهي فترة فرح فلا يُصام فيها، ويجري الطقس فيها باللحن الفرايحي، ويُحتفل فيها يوميًا بتذكار قيامة السيد المسيح من بين الأموات، وكأنها يوم أحد متصل سبعة أسابيع كاملة.
وفي اليوم الأربعين من القيامة تحتفل الكنيسة بعيد الصعود، أي صعود السيد المسيح إلى السماء بعدما وعد بإرسال الروح القدس، وهو ما تحقق بعد عشرة أيام من صعوده.
وفي اليوم التاسع والثلاثين من الخمسين المقدسة يُحتفل يوميًا بدورة القيامة في الكنيسة في حالة إقامة القداس الإلهي، تعبيرًا عن ظهورات الرب لبعض من خواصه ليؤكد قيامته المقدسة، ويُختتم بالاحتفال بالقيامة في دورة احتفالية في صلوات رفع بخور باكر عيد الخمسين.
أما في الفترة من عيد الصعود وإلى تسعة أيام من بعده، فيُحتفل بدورة احتفالية في داخلها الهيكل فقط لأنه هو السماء عينها (وذلك طبقًا لتوصية صدرت من المجمع المقدس في مجلة الكرازة في 27 أبريل 2001، حيث تكون الدورة بعد عيد الصعود بأيقونتيّ القيامة والصعود في جميع قداسات الأيام والآحاد داخل الهيكل، أما في عيد العنصرة فتكون في صلوات رفع بخور باكر في الهيكل وصحن الكنيسة).
وظلت دورة القيامة في الأحد الواقع بين عيديّ الصعود والعنصرة يتنازعها رأيان قبل أن تحسم الكنيسة هذا الأمر مؤخرًا.
- الرأي الأول:- هو عدم عمل دورة احتفالية للقيامة في هذا الأحد، وهو ما يؤيده كتاب اللآلئ النفسية، وكتاب مشتهى النفوس في ترتيب الطقوس.
- الرأي الثاني:- هو عمل دورة احتفالية للقيامة في هذا الأحد، وهو ما يؤيده كتاب خدمة الشماس، وكتاب منارة الأقداس.
الرأي الأول يرى أن مفهوم الدورة هو تعبير ظهورات المسيح له المجد خلال فترة الأربعين يومًا بعد قيامته المقدسة، فلا مبرر لعمل الدورة بعد عيد الصعود.
بينما يرى الرأي الثاني أنه ليس بالضرورة أن يكون مفهوم الدورة الاحتفالية للقيامة قاصرًا على معنى ظهورات الرب بعد قيامته فقط، لأن دورة عيد الصعود وكذا دورة باكر عيد الخمسين لا تخضع لهذا المفهوم، ولا سيما أن يوم الأحد الواقع بين هذين اليومين اللذين يُحتفل فيهما بدورة احتفالية هو يوم القيامة نفسه. بالإضافة إلى أن هذه العشرة أيام هي أيام فرح، فليس أقل من أن نكرِّم يوم الأحد الواقع فيها تكريمًا متميزًا عن بقية آحاد السنة الطقسية.
أما الكنيسة اليونانية تُعمل دورة القيامة في فترة الخمسين يومًا إلى اليوم 39 منها. ويُعتبر هذا اليوم في الكنيسة اليونانية أنه وداع قيامة المسيح.
وفي فترة الخماسين الفرح فلا يُصام فيها، ويجرى الطقس فيها باللحن الفرايحى، ويُحتفل فيها يوميًا بذكرى قيامة المسيح من بين الأموات.
يسمى كل يوم أحد من آحاد الخماسين المقدسة باسم مختلف، الأحد الأول هو أحد توما تلميذ المسيح الذى تشكك فى القيامة ثم عاد وآمن بها، والأحد الثانى يسمى بأحد الحياة الأبدية، أما الأحد الثالث، فهو أحد السامرية، والأحد الرابع يسمى بنور العالم، والأحد الخامس يطلق عليه الطريق والحق والحياة، لكن الأحد السادس يطلق عليه انتظار الروح القدس، فيما يسمى الأحد السابع بعيد العنصرة.
الكنيسة كانت تصلى بالطقس الحزاينى طوال أسبوع الآلام تعبيرًا عن الحزن على المسيح بسبب تعذيبه وآلامه، ثم يتحول هذا الطقس إلى الفرايحى فى فترة الخماسين التى تلى عيد القيامة، وهو العيد الذى يعبر عن الفرح والرجاء وتوقف فيه الطقوس الحزينة وتنزع أستار الكنيسة السوداء التى وضعت طوال أسبوع الآلام ويعم الفرح.