«سر تقديس الزيت وخيانة يهوذا».. عادات أربعاء أيوب في أسبوع الآلام
تواصل الكنائس احتفالاتها بأسبوع الآلام، واليوم الرابع من أسبوع الآلام وصلوات البصخة المقدسة الذي يطلق عليه اسم «أربعاء أيوب».
وقال الأنبا نيقولا مطران طنطا الروم الأرثوذكس إنه في يوم الأربعاء العظيم المقدس رتبت كنيستنا الأرثوذكسية أن تقام فيه صلاة تقديس الزيت.
وتابع: وفي الكنيسة يوضع على المائدة بجوار الزيت قارورة نبيذ وكأس قمح الزيت المقدس هو سر من أسرار الكنيسة الأرثوذكسية لمسحة المرضى. كما يقول يعقوب الرسول: "أمَريضٌ أحَدٌ بَينَكُمْ؟ فليَدعُ شُيوخَ الكَنيسَةِ فيُصَلّوا علَيهِ ويَدهَنوهُ بزَيتٍ باسمِ الرَّبّ، وصَلاةُ الإيمانِ تشفي المَريضَ، والرَّبُّ يُقيمُهُ، وإنْ كانَ قد فعَلَ خَطيَّةً تُغفَرُ لهْ" (يع 14:5و15).
وأضاف أن والزيت والنبيذ يرمزان إلى المحبة، محبة القريب، كما في مثل يسوع المسيح على صنعه السامرى الصالح، بأن سكب السامري زيت وخمر على جراح الذي وقع بين اللصوص وجرحوه وتركوه بين حي وميت والقمح يرمز إلى قيامة يسوع المسيح، بقوله: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ" (يو 24:12).
أربعاء البصخة يطلق عليه أربعاء أيوب، وفيه تقرأ الكنيسة ميمر أيوب الذى احتمل البلايا وصبر عليها واليوم نرى السيد المسيح مثل أيوب وقد بدأت المشاورات مع يهوذا واقترب من آلام الصليب.
كما تتذكر فيه الكنيسة خيانة يهوذا للسيد المسيح بثلاثين من الفضة، وتمنع الكنيسة القبطية فيه القبلة، بداية من عشية يوم أربعاء البصخة، احتجاجًا على قبلة يهوذا وخيانته للمسيح وتسليمه لليهود، وتذكارًا لهذه الخيانة تصوم الكنيسة كل أربعاء طوال السنة محتجين على التآمر على المسيح، هذا التآمر الذي اشترك فيه يهوذا أحد تلاميذه بخيانة بشعة، وفي البصخة ينشد المؤمنون كلهم مديحة تبكيت يهوذا.
وتركت «خيانة يهوذا»، أثرًا عميقًا في وجدان الكنيسة على أن يهوذا لم يكن هو الوحيد الذي خان المسيح في تلك الأيام فكثيرون خانوه، فكان يهوذا التلميذ الوحيد الذي من اليهودية، أمّا الباقون فكانوا من الجليل، وكان لكفاءته المالية والإدارية أعطاه السيد أمانة الصندوق، لكنه تحول إلى لص وخائن.
وتتوقف القداسات اليومية، خلال أسبوع الآلام، ويصلي الأقباط البصخة اليومية، وكلمة "بصخة" كلمة يونانية وهي نفس كلمة "فصح" العبرية "بيسح Pesah" ومعناها "الاجتياز" أو العبور".