الساعات الأخيرة في حياة المسيح.. الكنيسة تعيش رحلة «أسبوع الآلام»
تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال الفترة الحالية عدد من المناسبات الهامة، والتي يحرص الأقباط حضورها لعدم تكرار الصلوات فيها سوى مرة كل عام.
وخلال أسبوع الآلام يستبدل الأقباط صلوات القداسات الإلهية بصلوات البصخة المقدسة، والتي تبدأ صباحًا ومساءً، وصلوات البصخة تعني العبور من الظلمة إلى النور، والتي تمتد أسبوعًا كاملًا، صباحًا ومساءً، في الخورس الثاني من الكنيسة، وتغلق أبواب الهيكل طيلة صلوات البصخة، وتوضع صورة المسيح وهو مكللا بالشوك أو صورة المسيح المصلوب أو المسيح مصليًا في جبل جثيماني وسط الكنيسة ويوضع أمامها قنديل منير أو شمعة، وتسدل ستائر الكنائس بالستائر السوداء.
بداية الاحتفال بأسبوع الآلام
ووفقًا لكتاب أسبوع الآلام الجزء الأول – للأغنسطس حسام كمال كانت أورشليم هي أول من عرف الاحتفال بهذا الأسبوع المقدس كما أخبرتنا بذلك السائحة الإسبانية ”إيجيريا” في القرن الرابع المييلادي والتي كتب مذاكرتها عام 388م، ومن أورشليم خرج الاحتفال بهذا الأسبوع شرقاً وغرباً.
وتابع: كانت الاحتفالات تبدأ عشية أحد الشعانين بخدمة طقسية في كنيسة تسمى ”لازاريوم” في ييت عنيا، ويوم أحد الشعانين يخرجون إلى جبل الزيتون وينطلقون منه في موكب حافل وبأيديهم سعفاً وأغصان زيتون، ثم يذهبون إليه مرة أخرى يوم الثلاثاء حيث يقرأ لهم الكهنة نبوءة خراب أورشليم، ويوم الأربعاء يقرأون قصة خيانة يهوذا، أما يوم الخميس فانهم يقضون ليلته إلى صباح الجمعة على جبل الزيتون وفي الجثيمانية، أما يوم الجمعة فيخرجون الصليب ويقرأون قصة الآلآم مدة ثللاث ساعات كاملة بحانب نبوات العهد القديم ،اما يوم السبت فكان يصام من المؤمنين في كل الكنائس ومن ليلة السبت لصباح الأحد فهي سهرة مليئة بالصلاة والترانيم.
وواصل حسام كمال في كتابه، أن ما أوردته السائحة الإسبانية تذكر لنا كتاب ” الدسقولية السريانية ” في القرن الثالث ” أقيموا صلوات وأبتهالات وأقروا الأنبياء والإنجيل والمزامير بخوف ورعدة مع أبتهال حار حتي الساعة الثالثة من الليل التي تلي يوم السبت". يقول يوسابيوس القيصري في كتابه ”حياة قسطنطين الكبير” أنه أمر بحفظ هذه الأيام وأصدر حكم ملكي بذلك (أهتم بها) ويؤيده في ذلك المؤرخ سوزومين وهو أحد مؤرخين القرن الخامس.
بداية صوم أسبوع الآلام
كانت بدايات ملامح صوم هذا الأسبوع المقدس منذ القرن الثالث الميلادي في مصر أيام البابا ديونيسيوس الكبير، ففي رسالة منه إلي الأنبا باسيليدس أسقف الخمس مدن الغربية فيقول ”ليس الجميع يحفظون الستة أيام صوما بالتساوي، فالبعض يصومها جميعاً بدون أن يذقوا الطعام، والبعض يكتفي بيومين، والبعض ثلاثة أيام فقط والبعض أربعة أيام وآخرون ولا حتي يوماً واحد، وآخرون لا يصومون الأربعة أيام الأولى، وعندما يأتون إلي اليومين الآخرين أي الجمعة والسبت يصومون بشدة فيهما”.
واختتم قائلا: أنه هكذا يتضح أن تقاليد الكنيسة اختلفت في بداية الصوم ولكن سرعان ما استقر صوم الستة أيام في الكنائس كلها.