بخط يده.. مجيد طوبيا يروى حكايته مع الماسونية فى مصر (وثيقة)
يُعد الكاتب والسيناريست مجيد طوبيا، والذي غادر عالمنا قبل أسبوعين، واحد من أهم أدباء الستينيات في الوسط الثقافي المصري، وعلى كثرة ما كتب وأبدع “طوبيا” من أعمال روائية وسينمائية، من أهمها فيلمه الأيقونة “أبناء الصمت”، وروايات: “تغريبة بني حتحوت، أوراق العذراء، ريم تصبغ شعرها، وغيرها، خاض ”طوبيا" تجربة الكتابة التاريخية.
وفي كتابه الذي رحل دون أن يراه منشورا، بعنوان “قاهرة جميع العصور”، وفي مبحث عنونه بــ"الماسونية في مصر"، يروي حكاياته وذكرياته عن الماسونية كما رأها وهو طفل صغير.
قال طوبيا: “وأنا صغير سمعت حكايات عجيبة عن الماسونية، وكان بمدينة المنيا محفل ماسوني يرأسه رجل عصامي اسمه ”طه مخلوف"، كان ابنه زميلا لي بالثانوي. وكان مقر المحفل فيلا صغيرة قريبة من محطة السكة الحديدية، كانت دائما مظلمة ولها حديقة مهملة!".
وتابع: “عندما ألغت الحكومة المحافل الماسونية نهائيا في ١٨ إبريل ١٩٦٤ سرت إشاعات بيننا إن الشرطة عثرت في مقر المحفل علي جماجم وخناجر وسيوف!.. تحولت هذه الفيلا إلى مقر لشعبة البحث الجنائي بوزارة الداخلية”.
وأضاف “طوبيا”: "كنت أظن أن الأمر انتهي بالنسبة لي عند هذا الحد، لكن في السنوات القليلة الماضية رحت أجمع ما تيسر لي من معلومات عن الماسونية، كمادة علمية لروايتي “تغريبة بني حتحوت” ــ الجزء الأخير" حيث وجدت دورا مهما للمحافل الماسونية في الحياة السياسية أيام الخديوي إسماعيل، استخدمت بعضها في الرواية، وبقيت لدي معلومات كثيرة. لكن كتابا للدكتور علي شلش اسمه : “الماسونية في مصر”، أضاف لي قدرا هاما من المعلومات المذهلة".
ــ في إنجلترا نشأت الماسونية وأنتشرت في العالم
نشأت الماسونية في إنجلترا من باطن نقابات البنائين الذين بنوا القلاع والكنائس الكبرى، فلما توقف بناؤها اضطرت المحافل لقبول أعضاء من غير عمال البناء، فنشأت الماسونية الحديثة، حتي تأسس سنة ١٧١٧ المحفل الأكبر، يربط بين جميع المحافل، ثم انتقلت الفكرة إلي أنحاء الأمبراطورية البريطانية وقتها.
تقول طبعة ١٩١٨ من الموسوعة البريطانية أن الماسونية شملت علي بعض تعاليم الأديان وحضت علي الأخلاق والبر وطاعة قانون البلاد واشترطت أن يكون العضو ذكرا بالغا مؤمنا بوجود كائن أسمي وبقاء الأرواح.
وتقول دائرة المعارف الأمريكية طبعة ١٩٨٣، إن بالعالم نحو خمسة ملايين ماسوني، في أمريكا وحدها ٥؛٣ مليون، وانضم إليها ١٤ رئيسا رئيسا ابتداء من جورج واشنطن إلي جيرالد فورد (ومؤخرا رجان الذي كان نائبه بوش)، الذي صار رئيسا لأمريكا حتي هزمه الرئيس كلينتون).
وكان من أعضائها الموسيقار موزار وممثل أدوار رعاة البقر “جون واين” والملياردير هنري فورد، والجنرال الأمريكي ماك آرثر.
ويستدرك “طوبيا”: لكن دائرة المعارف اليهودية تقول أن القدس عند الماسون تعد مسقط رأس الماسونية منذ إقامة معبد الملك سليمان، وأن أول المحافل تأسست بالقدس في مايو ١٨٧٣ خلال الحكم العثماني، ثم إزدادت حتي تشكل المحفل الماسوني الأكبر المتحد سنة ١٩٥٣ من جميع المحافل التي بلغ عددها ٦٤ محفلا سنة ١٩٧٠ تضم ٢٥٠٠ عضو عامل من اليهود والمسيحيين والمسلمين والدروز.
كما تشير إلى مسألة ظهور كتاب “بروتوكلات حكماء صهيون” لأول مرة في روسيا سنة ١٩٠٤ وهو يتضمن فكرة مؤامرة يهودية ماسونية للسيطرة علي العالم، فلما ترجم إلي الألمانية والإنجليزية بعد ذلك أعتبر اليهود والماسون عملاء سريين تسببوا في إشعال الحرب العالمية الأولي وهزيمة ألمانيا فيها. ثم قام النازيون خلال الحرب العالمية الثانية باضطهاد الشيوعيين والماسون واليهود معا.
ويضيف “طوبيا”: دائرة المعارف السوفيتية الكبرى في طبعة سنة ١٩٧٧ تقول أن الماسونية اتخذت طابعا أرستقراطيا في أوروبا بإلحاحها علي الصوفية بدلا من العقلانية، وكان من أنصارها الملوك: فردريك الثاني والثالث في بروسيا، وجورج الرابع وإدوارد السابع والثامن في إنجلترا، وجوستاف الثالث في السويد، فضلا عن رؤساء أمريكا مثل واشنطن، ترومان، والساسة مثل تشرشل، والفلاسفة والأدباء مثل فولتير وجوته وتورجينيف".