محللة سياسية: اقتصاد العالم تأثر بشكل كبير بسبب الحرب الروسية
قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، المحللة السياسية، مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية ، إنه لا تزال مخاطر الحرب الروسية على أوكرانيا تتفاقم على الاقتصاد الأوروبي بل وعلى العالم كله، بسبب تراجع العديد من القطاعات اللوجستية، منها ارتفاع أسعار الشحن الجوي، بسبب إغلاق العديد من المسارات الجوية والبحرية.
وأضافت مدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية أنه من المتوقع أن تستمر هذه الأسعار بالارتفاع طالما الحرب مستمرة، وهناك مخاطر أمنية كبيرة على مسارات الملاحة والموانئ الجوية والبحرية؛ وهذا بدوره أدى الى تهديد إمدادات السلع الأساسية والصناعية، ومنها الطاقة والغذاء وهو ما يهدد بشكل كبير بتوقف توريد المعادن المصنعة في روسيا لدول العالم، مثل النيكل والنحاس والحديد والنيون والبلاديوم والبلاتين، ما سيتسبب في عودة أزمة أشباه الموصلات العالمية، وهو ما يهدد بشكل كبير صناعة التكنولوجيا، وهو أحد أعمدة الاقتصاد الأوروبي.
وتابعت أنه من ناحية ثانية، هناك مخاطر إضافية، تتفاقم على المستوى المستقبل الاستراتيجي، نتيجة تراجع الصادرات الأوكرانية والروسية باعتبارها مرتكزات أساسية كانت لدول الاتحاد الأوروبي، خاصة الزراعية والطاقة؛ لذلك من المحتمل أن تسعى الدول الأوروبية مستقبلًا لتنويع مصادر وارداتها من الطاقة والغذاء حتى لا تتعرض لهذا التهديد مستقبلًا، وهو ما يعنى أن أوروبا مقبلة على إنفاق الكثير من الأموال من أجل إعادة تشكيل شبكة حماية وخارطة تجارية جديدة متنوعة التوريدات، وهذا لا يمكن أن يتكرس بالمستقبل القريب بل على المدى الطويل.
ولفتت إلى أن من المخاطر التي تسببها الحرب الأوكرانية الروسية هي أزمة الواردات وعدم القدرة على سد العجز من روسيا وأوكرانيا قائم، وبالتالي سيستمر ارتفاع الأسعار في السلع، سواء الأساسية او الثانوية، وكل ذلك يعنى مضاعفة أسعار الشحن، يعنى أن يرتفع التضخم بنحو 0.7 نقطة مئوية، وفي ظل الظروف الراهنة، يرى الصندوق أنه حال استمرار الزيادة في تكاليف الشحن العالمية التي لوحظت في عام 2021، قد يزيد التضخم العالمي بنحو 1.5 نقطة مئوية في 2022، وهذا التضخم نفسه سيعود على روسيا أيضًا، إذ يتوقع البنك المركزي أن يعود التضخم في روسيا إلى 4% في 2024.