«في الرابعة من العمر».. اعترافات مصطفى محمود عن أول لقاء له مع القرآن الكريم
«كان أول لقاء لي مع القرآن الكريم وأنا في الرابعة من العمر، طفلا أجلس في صف من عدة صفوف في كتاب الشيخ محمود، يحفظنا القرآن وإن أخطأنا كان يضربنا بالعصا» حكى الدكتور مصطفى محمود في حواره لمجلة الـ «ساعة» عام 1995.
وقال الدكتور مصطفى إنه كان يحملق في بلاهة إلى سبورة وإلى مؤشر يتحرك في يد الشيخ محمود على كلمات منقوشة بالطباشير، وهو يتلو «والضحى والليل وإذا سجى» وردد خلفه الآية وهو لا يفهم منها حرفا ولا يعلم ما الضحى ولا كيف السجى ولا كيف يردد مقاطع ومخارج الحروف".
وقال مصطفى محمود في حواره، إن الزواج بشكله الحديث ألذ من الزواج في السنوات الماضية، غير أن الأول متعب ومليء بالمشاكل "وأنا أفضل زواجا سريعا استريح فيه على زواج اتشقلب فيه كل يوم لأحرك أعصاب زوجتي وأحافظ على حبها وأجدد شهيتها نحوي، أفضل أن تحبني زوجتي في تدين، فأكون ربها ورجلها وبيتها وحياتها، ويدوم حبنا، لأنه عقيدة وإيمان قبل أن يكون حبا، لكن فين أيام زمان كل دي أحلام، ليس أمامنا غير زغزغة زوجاتنا وتقديم المشهيات العاطفية من كل لوم لنحتفظ بهن، وليحتفظن بنا".
واعترف مصطفى محمود أنه تزوج مرتين، وفشل فيهما، بسبب مشكلتين، الأولى أنه كاتب ومؤلف، والثانية أنه صاحب رسالة، وقال: "مذهبي في الحياة أن أقاوم ما أحب وأتحمل ما أكره، باعتبار أن الحب الحقيقي الباقي هو حب الله سبحانه وتعالى، أما الحب والهوى فهو خداع ألوان".
توفي مصطفى محمود في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 87 عاماً، وقد شيعت الجنازة من مسجدهِ بحي المهندسين ولم يحضر التشييع أي من المشاهير أو المسؤولين، ولم تتحدث عنهُ وسائل الإعلام إلا قليلاً مما أدى إلى إحباط أسرته.
ويُذكر أن الإعلامي وائل الإبراشي قام بالتعقيب وقتها على التجاهل الرسمي للراحل، وقال الإبراشي إن مصطفى محمود كان يمثل خطرا على إسرائيل لأنه كان الوحيد الذي يرد على إدعاءاتها من خلال قراءته المتأنية في العقائد والتاريخ والعلوم، وهو ما تسبب في حرج شديد للمسؤولين في الدولة، مما قد يفسر تخليهم عنه في محنة مرضه وحتى لحظة وفاته.