«السيرة الهلالية».. كيف ارتبط شهر رمضان بالشاعر عبد الرحمن الأبنودي؟
قبل أسبوعين من شهر رمضان عام 1976، كان الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، في مكتب الإذاعي فهمي عمر، ليعرض عليه فكرة تسجيل السيرة الهلالية.
روى فهمي عمر لـ "الأهرام"، أنه قبل الفكرة على الفور، ورشح "الأبنودي" جابر أبو حسين، لتسجيل السيرة الهلالية لأنه يحفظ أبيات السيرة عن ظهر قلب، وقال: "أرحت لاقتراح الأبنودي، لأن السيرة الهلالية مرتبطة بوجداني، وحياة الناس في الصعيد خاصة أيام شهر رمضان".
أرسل الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، لاستدعاء جابر أبو حسين الذي كان يحفظ السيرة الهلالية كاملة، وحضر من أخميم إلى القاهرة مرتديًا الجبة والقفطان والطربوش المغربي.
ودفعت الإذاعة تكاليف الإقامة لـ "أبوحسين" وحجزت له غرفة بمبلغ جنيه ونصف في اليوم في أحد فنادق العتبة، برفقة شخص يعزف على الرق، وبدأت تسجيل السيرة في أوقات النهار.
قال فهمي عمر: "كان جابر أبو حسين يعزف على الربابة ويروي السيرة الهلالية ويحكي الأبنودي القصة باللهجة الصعيدية ثم يقول اللزمة الشهيرة، قول ياعم جابر، فيبدأ في روي الأحداث، وكان الشعب ينتظر الأبنودي وجابر والرقاق في الثامنة والنصف على موجة إذاعة الشعب".
وأذيعت السيرة الهلالية على مدار فترة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع في ليالي رمضان.
وسجلت ثلاثين حلقة عام 1976، وفوجئ مسئولو الإذاعة بعدد كبير من رسائل البريد، ويؤكد فهمي عمر، في حواره مع "الأهرام"، كان يصلهم حوالي مئتي رسالة سواء بالانتقاد أو الإعجاب أو تصحيح بعض أبيات السيرة الهلالية، وحققت نجاحًا كبيرًا.
وأكد فهمي عمر، أن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي رفض تقاضي أي مقابل مادي مقابل تسجيل السيرة الهلالية، وقال: "قدم السيرة الهلالية هدية للإذاعة المصرية التي صرفت مكافأة قدرها ثلاثون جنيها لجابر أبو حسين وخمسة عشر جنيهًا للرقاق".