كيف استغلت «لوبان» المسلمين للعبور من جولة انتخابات رئاسة فرنسا الأولى؟
سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على نجاح مرشحة اليمين المتطرف الفرنسية، مارين لوبان، في الوصول لجولة إعادة الانتخابات الرئاسية مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
وقالت الصحيفة إن «لوبان» حاولت تلطيف صورتها للوصول إلى جولة الإعادة للانتخابات الفرنسية.
وتابعت أنه عندما التقطت مارين لوبان اليمينية المتطرفة صورة سيلفي مع مراهقة مبتسمة ترتدي حجابًا مسلمًا في دونكيرك على الساحل الشمالي، كانت تلك نقطة تحول في الحملة الانتخابية الرئاسية.
وأضافت أن لوبان أثارت الغضب الشعبي في فرنسا، بعد تصريحاتها عن رغبتها في حظر الحجاب الإسلامي من جميع الأماكن العامة، بما في ذلك الشوارع، واصفة إياه بأنه «زي أيديولوجي شمولي».
ووصف أحد المحللين تكتيك لوبان في الظهور بشكل شخصي أكثر ليونة من مقترحات سياستها بأنه «درس متقن».
وأشارت الصحيفة إلى أن لوبان سعت إلى تقديم نفسها على أنها أقل خطورة من الوافدين الجدد المتطرفين مثل «إريك زمور» المرشح عن اليمين المتطرف في المشهد السياسي الفرنسي المتوتر والممزق.
وتابعت أن لوبان، البالغة من العمر 53 عامًا، التي كانت عضوًا في البرلمان 5 سنوات، خلقت مسافة بين شخصيتها المبتسمة والواقع الراديكالي، وهو ما ظهر في بيان مناهض للهجرة لإبقاء فرنسا للفرنسيين.
ووعدت بإجراء استفتاء لتغيير الدستور للحد من حقوق المهاجرين والأجانب، فهي تهدف إلى إعطاء الأولوية للمواطنين على غير المواطنين في الإسكان والوظائف ذات المزايا والرعاية الصحية، كما أعلنت عن رغبتها في إلغاء حقوق الجنسية للأطفال الذين ولدوا ونشأوا في فرنسا من قبل أبوين أجنبيين.
وأكدت الصحيفة أن وصول لوبان إلى جولة الإعادة ضد ماكرون لا يقتصر فقط على مسيرتها في محاولة لتجميل صورة حزبها وإبعاده عن الصور المعادية للسامية في الماضي، ولكن محاولاتها تحسين استراتيجيتها السياسية والابتعاد عن العنصرية.
وتابعت أن لوبان غيرت من استراتيجيتها التي كانت تعتمد عليها عام 2017، التي تركزت على الشعبوية، بعد أن أدركت أن الناخبين أرهقوا بسبب الأحداث الكثيرة التي شهدها العالم خلال آخر عامين وأنهم يريدون الهدوء الآن.