شهادة جديدة تشكك فى حصول صنع الله إبراهيم على جائزة الرواية
كتبت الدكتورة سيزا قاسم عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن تفاصيل جائزة الرواية التي منحت للروائي صنع الله إبراهيم عام 2003.
وقالت سيزا قاسم: “منذ سنة ٢٠٠٣ وهناك موضوع يؤرقني وهو موضوع جائزة الرواية التي منحت لصنع الله إبراهيم، في الواقع لم أعط صوتي لصنع الله ولكن أعطيته لإدوار الخراط الذي أراه أعظم الروائيين المصريين”.
وتضيف: “حاول الطيب صالح أن يحيدني عن تصويتي لكي تعطى الجائزة بالإجماع ولكنني لم أتفق معه في الرأي وأصررت على موقفي، عند إعلان النتيجة كذب الطيب وأعلن أن التصويت كان بالإجماع”.
وتتسائل سيزا قاسم: “أهذا التصرف يدل على الاعتراف بالديمقراطية؟، تركت الموضوع بعد ذلك وعرف إدوار وشكرني على مساندتي”.
وتختتم: “أشعر بالندم أنني لم أعلن موقفي على الملأ وشعرت في هذا الوقت أن الإعلان لن يغير شيئا ولكن الآن أشعر أني أخطأت لأن الإعلان كان سيفضح الطيب ويضعه في موقف حرج”.
وكلمات سيزا قاسم تمنح أبعادا جديدة للجائزة وهي الجائزة التي رفضها صنع الله إبراهيم عام 2003، وذكر سبب رفضه قائلا: "في هذه اللحظة التي نجتمع فيها هنا تجتاح القوات الإسرائيلية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتقتل النساء الحوامل، والأطفال وتشرد الآلاف وتنفذ بدقة ومنهجية واضحة خطة لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، لكن العواصم العربية تستقبل زعماء إسرائيل بالأحضان، وعلى بعد خطوات أخرى يحتل السفير الأمريكي حيا بأكمله بينما ينشر جنوده في كل ركن من أركان الوطن الذي كان عربيا، ولا يراودني شك في أن كل مصري هنا يدرك حجم الكارثة المحيقة بوطننا وهي لا تقتصر على التهديد العسكري الإسرائيلي الفعلي لحدودنا الشرقية ولا على الإملاءات الأمريكية وعلى العجز الذي يتبدى في سياسية حكومتنا الخارجية إنما تمتد إلى كل مناحي الحياة، لم يعد لدينا مسرح أو سينما أو بحث علمي أو تعليم، لدينا فقط مهرجانات ومؤتمرات وصندوق أكاذيب، لم تعد لدينا صناعة أو زراعة أو صحة أو عدل، تفشى الفساد والنهب ومن يعترض يتعرض للامتهان والضرب والتعذيب.
انتزعت القلة المستغلة منا الروح، الواقع مرعب، وفي ظل هذا الواقع لا يستطيع الكاتب أن يغمض عينيه أن يصمت، لا يستطيع أن يتخلى عن مسئوليته، لن أطالبطكم بإصدار بيان يستنكر ويشجب فلم يعدهذا يجدي أن أطالبكم بشئ فأنتم أدرى مني بما يجب عمله، كل ما استطيع هو أن أشكر مرة أخرى اساتذتي الاجلاء الذين شرفوني باختياري للجائزة وأعلن اعتذاري ععدم قبولها لأنها صادرة من حكومة لا تملك في نظري مصداقية منحها وشكرا".
وكان أعضاء اللجنة التي منحت صنع الله إبراهيم الجائزة تتكون من سيزا قاسم، وبأمانة أحمد مجاهد، وحسين حمودة، وفيصل دراج، ومحمد شاهين، ومحمود أمين العالم، ومحمد برادة، وعبدالله الغنامي، وفريال غزول، والطيب صالح، الذي كان رئيسا لللجنة.
أما عن الطيب صالح فقال حينها في تقديمه للجائزة: "العدد الكبير من الروائين المتميزين واجه اللجنة بصعوبة كبيرة لتقر في النهاية اختيارا واحدا من بينهم، ولكنه واحد كانت له مقومات جذابة لأعضاء اللجنة وعلى مدار الأعوام القادمة سينال الباقون ما يستحقون من التقدير"، سعدت برئاسة هذه اللجنة من الأستاذات والأساتذة الذي توخوا العدل والإنصاف، وقد استقر رأي اللجنة على كاتب يعتبر رائدا من رواد التجريب، كاتب له لغة خاصة قوامها الاقتصاد العظيم الذي يبلغ حد التقشف".
يشار إلى أن الجائزة تبلغ قيمتها 100 ألف جنيه وهي التي رفض صنع الله إبراهيم تسلمها من وزير الثقافة في ذلك الوقت فاروق حسني.