في ذكرى رحيله.. عضو اللجنة البابوية يروي قصة القديس مكاريوس الكبير
تحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة "وفاة" القديس مكاريوس الكبير.
وقال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إن القديس مكاريوس الكبير له مكانة هامة في التاريخ القبطي فهو مؤسس الرهبنة في برية شيهيت “وادي النطرون حاليا” والتي لعبت دورا هاما في تاريخ الرهبنة سواء في مصر أو العالم؛ أما عن السبب في تلقيب القديس مكاريوس بلقب الكبير فهو تمييزا له عن قديسين آخرين عرفا بنفس الاسم وهما القديس مكاريوس السكندري "أو الصغير"، والقديس مكاريوس أسقف أدكو، والثلاثة معا عرفا في التاريخ القبطي بلقب "الثلاثة مقارات القديسين".
وأضاف: أما عن قصة حياة القديس مكاريوس الكبير فإنه ولد في إحدى بلاد محافظة المنوفية عام 301م من أبوين مسيحين تقيين، وكان الأب قسيسا يدعى إبراهيم أما والدته فكانت تدعي سارة، وحدث ذات ليلة أن هجم اللصوص علي منزلهما وسلبا كل ممتلكاتهما وفي أحدي الليالي ظهر النبي إبراهيم الخليل في حلم لوالده يعزيه عما فقده من ممتلكات ويبشره بأن إمرأته سوف تحبل وتلد أبنا بارا وصالحا، وطلب منه أن يسميه “مقار”.
وتابع أن مكاريوس قرر نذر نفسه لحياة الرهبنة، بعدها ظهر له ملاك الرب يذكره بالرؤيا التي رآها في جبل النطرون فذهب إلي هناك وبني لنفسه مغارة في المكان الذي يوجد به دير البراموس حاليا وخلال هذه الفترة قام بزيارة القديس العظيم الانبا انطونيوس أب جميع الرهبان بديره بالبحر الأحمر مرتين المرة الأولي كانت خلال عام 343م والمرة الثانية كانت خلال عام 352م.
وتابع: وقد شهد الانبا انطونيوس عن قداسته وطهارته فقال عنه " إن قوة عظيمة تخرج من هاتين اليدين " وسمع عنه كثير من الرهبان فآتوا إليه طالبين الرهبنة تحت إشرافه. وعندها قرر مكاريوس أن يترك هذه المنطقة وتوجه إلي منطقة أخري هي المنطقة التي يوجد بها دير أبو مقار حاليا "وكان ذلك حوالي عام 360م تقريبا " وفي عهد الأمبراطور فالنس وكان أريوسي العقيدة قرر نفي الرهبان الموجودين في وادي النطرون إلي جزيرة فيلة بأسوان وكان ذلك عام 375م وكانت هذه الجزيرة وثنية فقام القديس مكاريوس بتبشير الجزيرة كلها بالديانة المسيحية وبعدها بحوالي عام قرر الأمبراطور السماح لجميع الرهبان بالعودة إلي الأديرة التي طردوا منها فعاد القديس مكاريوس إلي ديره بوادي النطرون وواظب علي الصوم والصلاة بغير انقطاع حتي توفي في شيخوخة صالحة وكان ذلك حوالي عام 391م ؛أي أنه عاش حوالي 90 سنة تقريبا .وتاريخ وفاته هو27 برمهات 108 ش الموافق 5 أبريل 391م.
واشتهرت منطقة وادي النطرون كلها بكثرة الأديرة وعرفت في التاريخ بلقب "برية شيهيت" وكلمة شيهيت كلمة قبطية معناها "ميزان القلوب".
وبحسب كامل، بلغ عدد الأديرة في وقت من الأوقات حوالي 300 ديرا منهم أديرة للحبش والأرمن والسريان والمتبقي حاليا من كل هذا العدد الضخم من الأديرة هو "دير البراموس – دير الانبا أبو مقار – دير الانبا بيشوي – دير السريان " . ولقد ذكر هذه الحقيقة التاريخية الرحالة الفرنسي فانسليب (1635-1679) حيث قال في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة 1671 " "في برية الشهداء القديسين التي تسميها العامة برية القديس مكاريوس أربعة أديرة الواحد غير بعيد عن الآخر الأول دير القديس مكاريوس ؛الثاني دير أبا بوشي بيشوي؛الثالث دير السيدة العذراء في البراموس ؛دير السيدة العذراء السريان.