احلف بسماها وبترابها.. لماذا خفت صوت «القصيدة الوطنية»؟
شهدت الفترة الأخيرة تراجعا للشعر الوطني، فلا نعد نجد الآن قصائد أمثال ما كتبه أحمد شوقى وغيره من كبار الشعراء، فقد ازدهر الشعر الوطني منذ سنوات ماضية، كان الشعراء يحثون الشعب على حب الوطن وترسيخ هذا الحب في عقل الأجيال المتفاوته، واستنهاض الهمم، وكانت للقصيدة دور كبير أيضا في تمجيد البطولات، ومازالت تلك القصائد والأشعار عالقة في ذهن المواطن المصري.
ولكن تعيش هذه الفترة القصائد الوطنية حالة من الوهن، فلا توجد كلمات تشعل الحماس وتحث على حب الوطن رغم التحديات التي تواجه البلاد من كل جانب.
ويعد أبرز من كتب القصيدة الوطنية وما زالت قصائده خالدة، الشعراء: أحمد شوقي، بدر شاكر السياب، أمل دنقل، نزار قباني، محمود درويش، فاروق جويدة، نازك الملائكة، حافظ إبراهيم، فاروق شوشة، صلاح عبد الصبور، محمد إبراهيم أبو سنة، محمد عبد المطلب، أبو قاسم الشابي.
ومن أشهر القصائد التي مازال يتغنى بها الشعب حتى الآن: قصيدة إن تسألني عن مصر، للشاعر أحمد شوقى، قصيدة مصر التي في خاطري، للشاعر أحمد رامى، قصيدة في حب مصر لحافظ إبراهيم.
«الدستور» التقت بعض الشعراء للحديث حول سر تراجع القصيدة الوطنية خلال هذه الفترة:
سامح محجوب: القصيدة الوطنية بخير
قال الشاعر سامح محجوب، إن القصيدة موجودة دائمًا وبخير، ومصر بها شعراء كبار تجاوزوا من سبقوهم فنيا وهذا طبيعي في حركية الفنون.
وأضاف في تصريحات لـ"الدستور" أن المشكلة تكمن في الاختيار والفرز، بدليل أننا نعيش على الأطلال حرفيا، في المناسبات الوطنية نستدعي القديم وفي الدينية كذلك وفي كل شيء.
أسامة مهران: القصيدة الوطنية ازدهرت فى بيئة معينة
بينما يري الشاعر أسامة مهران، أن القصيدة الوطنية هي جزء لا يتجزأ من واقع ثقافي بعينه، هي محور ازدهرت جذوره ونجحت في أن تكون بمثابة الحافز والجذوة التي تشعل روح الوطنية والكرامة في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ونلاحظ أن هذه القصيدة المعروفة بالوطنية وجدت لها في تلك الأزمنة المناخات الخصبة والعوامل الدافعة لنسج قصيدة وطنية تتلاءم مع الواقع وتعبر عنه.
وأضاف مهران في تصريحات لـ"الدستور" أن مصر خاضت خلال تلك الفترة ثلاثة حروب، وكانت تمتلك منظومة إبداعية تمكنت من التناغم مع المرحلة.
وتابع مهران: كما أن هناك توفر كبير لعدد من المطربين آنذاك أمثال: عبد الحليم وأم كلثوم وفايزة أحمد ونجاة وفايدة كامل ووردة وغيرهم الكثيرين، تمامًا مثلما ترافق مع الفترة بروز كتاب للأغنية الوطنية بل للقصيدة الوطنية مثل مرسي جميل عزيز وحسين السيد وأحمد شفيق كامل وصلاح جاهين، إلى جانب صعود ملحنين وموسيقيين قادرين على توصيل معنى الكلمات إلى المستمع في وحدة أسطورية لا تتكرر كثيرًا أمثال محمد عبد الوهاب والسنباطي وبليغ حمدي وكمال الطويل ومحمد الموجي وغيرهم.
محمد الشربيني: أخمدت القصيدة الوطنية بسبب الأحداث السياسية
قال الشاعر محمد الشربيني، علاقة الإنسان بوطنه متجذرة فيه كعلاقته بأمه، والشعراء ألسنة الكون يعبرون عما يجيش في الصدور، ويرددون ما يعتمل في الأرواح، ويخلدون قصص الفداء والبطولة، ويعلو صوت الأغنية الوطني في فترات الكفاح لاسترداد الحقوق أو تحرير الأوطان أو دفع العدوان، كما شاهدنا وعايشنا ذلك في كفاحنا ضد إسرائيل.