فى ذكرى رحيله.. محمد الماغوط لزوجته:"كل النساء من بعدها نجومٌ تمرّ وتنطفئ"
علاقة حب ربطت محمد أحمد عيسى الماغوط (12 ديسمبر 1934- 3 أبريل 2006) الشاعر والأديب السوري بزوجته سنية صالح، امتدت إلى ميلاد طفلتيهما “شام وسلافة”، وتوطدت العلاقة بحبهما للشعر.
الماغوط يعد من أبرز شعراء قصيدة النثر أو القصيدة الحرة في الوطن العربي، والذى تحتفى الأوساط الثقافية والأدبية بذكرى رحيله السادسة عشر اليوم، أما سنية صالح لها عدة دواوين شعرية هي :" الزمان الضيق (شعر) عن المكتبة العصرية بيروت (1964)، حبر الإعدام (شعر) عن دار أجيال بيروت (1970)، قصائد (شعر) عن دار العودة بيروت 1980، ذكر الورد (كتاب) صادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر بيروت 1988، الغبار (قصص) عن مؤسسة فكر للابحاث والنشر بيروت 1982.
"سنية هي المرأة في كل ما كتبت، كانت كعروق الذهب في الأرض، كل النساء من بعدها نجومٌ تمرّ وتنطفئ، وهي وحدها السماء..ماذا يريد المرء في حياته إلا أن يكون سماءً لأحدهم، لا نجمًا باحتمال الانطفاء، ولا معركةً باحتمال الخسارة، ولا حتى انتصارًا تخبو لذته بالمزاحمة، وإنما سماءً رحبةً تحتضن فيوض غيثه وتسع ضيق أرضه وتؤويه كلما زهدته الطريق"؛ بهذه الكلمات استطاع “الماغوط” بإيجاز وصف علاقته بزوجته سنية صالح الطالبة بكلية الآداب في جامعة دمشق بسوريا وشقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس التى التقى بها فى منزل أدونيس فى أواخر خمسينيات القرن الماضى وتزوجها.
وفازت سنية صالح بالعديد من الجوائز؛ أبرزها جائزة جريدة النهار لأحسن قصيدة حديثة عام 1961، جائزة مجلة «حواء» للقصة القصيرة عام 1964، جائزة مجلة «الحسناء» للشعر عام 1967، وظلت علاقة الماغوط وسنية تزهر كقصائدهما فى الوطن العربى حتي رحيلها عام 1985 بعد تعرضها لوعكة صحية عجلت بالوفاة.
"أيها الوطن.. أنا لا أنكر أنني نمت في أحضانك
وركبت على ظهرك وجرانك في طفولتي
واحتميت بجدرانك في شيخوختي
ولكن أن تركب على ظهري طوال العمر مقابل ذلك
ومشترطا أن يلامس جبيني سطح الأرض فلن أقبل :
فوقه بقليل ممكن
فأنا أيضا عندي كرامة .
ها أنا أمدّ جسدي بصعوبة
لأدفن أسناني اللبنية في شقوق الجدران"
لأن الوطن الكبير لم يسع الماغوط سكن الى وطنه الأصغر سنية صالح، والتى هجرته أيضاً برحيلها فلم يسكن الماغوط الى بيت القصيد كما كان؛ واتجه لكتابة السينما "الحدود" فيلم سينمائي (1984 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)، و"التقرير" فيلم سينمائي عام 1987 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)، كما اتجه إلى كتابة الرواية والمقالات "سأخون وطني " عام 1987 أعادت طباعتها دار المدى بدمشق عام 2001، ونصوص "سياف الزهور" عن دار المدى بدمشق عام 2001، و"شرق عدن غرب الله " عن دار المدى بدمشق عام 2005، عام البدوي الأحمر عن دار المدى بدمشق عام 2006، و"اغتصاب كان وأخوته" وكأن رحيل حبيبته سنية صالح نهاية علاقته بالشعر وهو ما تكلل بعبارته الشهيرة التى كتبها على شاهدة قبرها" هنا ترقد الشاعرة سنية صالح آخر طفلة فى العالم"؛ حتى لحق بها الماغوط عام 2006.